المستشار محمد السباعى يكتب: للتاريخ.. كوهين لن يسرق الطعمية

المستشار محمد السباعى يكتب: للتاريخ.. كوهين لن يسرق الطعميةالمستشار محمد السباعى يكتب: للتاريخ.. كوهين لن يسرق الطعمية

* عاجل16-8-2018 | 15:11

 بدأ اسمها الجديد يتسرب إلى بيتى، بل ويتداوله أولادى الصغار المنتسبين إلى مدراس لغات.
 وحيث تشير أصابع الاتهام نحو طبقة " أولاد الذوات"، وتتهمهم بأنهم السبب وراء تسمية واحدة من أشهر أكلات المصريين وهى: " الطعمية " التى ستظل تحمل هذا الاسم، على الرغم مما يتعرض له من محاولات طمس بتحويله إلى "Green Burger" ، وجدت أنه لزاما علىّ أن أتصدىً لهذا الزحف الغربي، وربما الصهيوني بالأساس، على أحد ثوابتنا الوطنية، الطعمية، و "قرطاسها" الورقى الذى كان أحد مصادر ثقافتنا، والتى توصف في «معجم المعاني المانع» بأنها:
 «طعامٌ يتخذ من مدقُوق الفول المقشور المنقوع ، مضافًا إليه بعضَ الخضر، متبَّلاً بالملح والتوابل، ثم يجعل أَقراصًا صغارًا تقلى بالزيت»
ولابد لإخوتنا الأقباط أن يخرجوا عن صمتهم،  ويحدثونا عن أصل طعام "الطعمية" أو "الفلافل" ، التى تعود إلى أقباط مصر الذين أخترعوها كأكلة تحل محل اللحوم أيام الصيام المسيحيية، وترجح هذه الرواية أن كلمة "فلافل" قبطية، وهي مكونة من ثلاثة أجزاء: «فا»، «لا»، و«فل» وتعني «ذات الفول الكثير»، وانتشرت الفلافل من أوساط أقباط مصر إلى بلاد الشام، ومنها إلى بقية أنحاء العالم.
 الموضوع  أصبح خطيراً ياسادة، فقد حدث قبل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل في عام 2013، أن تم الإعلان عن إعداد مأدبة من "الطعام اليهودي" للرئيس تتضمن «"لفلافل"، كما نشر العديد من الصور لمسؤولين يهود وهم يأكلون سندوتشيات "الفلافل"، من بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك "أيهود باراك".
لقد أصبحت الطعمية  ياسادة ياكرام  رمزا من رموز  التضامن العربي، فإذا كنا كعرب تجمعنا وحدة اللغة، والدين والمصير فالتاريخ يشهد بانضمام الطعمية إلى ثوابتنا القومية العربية، والاختلاف بيننا فى لكنات الكلام يشبه الاختلاف بين "الطعمية" المصنوعة من الفول والحمص وهو ليس اختلافاً جوهرياً أو مؤثرا.
ولابد من تجمع عربىً طارىء للتصدىً لهذا الزحف اليهودى على ثوابتنا والذى اخشى أن يمتد إلى "الكسكسي" ولَم لا يعرف "الأكلة" التي يعود أصل تسميتها للغة الأمازيغية، تصنع من طحين القمح أو الذرة في شكل حبيبات صغيرة، وتتناول بالملاعق أو باليد، وطبخ بالبخار، ويضاف إلي "الكسكسى" اللحم أو الخضار، أو الفول الأخضر المقور، أو الحليب، أو الزبدة والسكر الناعم حسب الأذواق والمناسبات بالأمازيغية ينطق " سيكسو أو سكسو" أو "كسكس" في الجزائر  المغرب وشرق ليبيا أو "كُسْكْسِي" في تونس، وغرب ليبيا، ومصر، وموريتانيا.
وتعود أصوله "الكسكسى" إلى الجيش الإسلامي الذي قام بفتح المغرب العربي والأندلس، وقد صنعه الجيش مستعملا بقايا قطع الخبز لحاجته إلى الطعام، وانتشرت بعد ذلك تلك "الأكلة" بشكل واسع في منطقة شمال أفريقيا، فهى طبق أمازيغي ضارب في التاريخ.
 وأخيرا: صباح الخير إلى "غزة" العزة، فرغم القصف تأكل الطعمية أولاً، بعدها نسمع بطولات الشباب بالقذف الصاروخىً على إسرائيل.. وبوعينا ودافعنا عن تاريخنا وتراثنا فقط.. كوهين لن يسرق الطعمية كما سرق الأرض من قبل.
[caption id="attachment_169898" align="aligncenter" width="1362"] إعلان إسرائيلى يحاولون فيه نسب الطعمية للدولة العبرية[/caption]
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2