التوسل إلى الله تبارك وتعالى من حسن إيمان المرء بالله عز وجل، حيث إنه يقين تام في قدرة الله تبارك وتعالى على كل شيء، والتوسّل إلى الله ب العمل الصالح التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم هي الوسيلة التامة إلى سعادة الدنيا والآخرة، وتحقيق المراد وإجابة المطلوب، فيتخيّرُ العبد من الأعمال ما يرى فيها تحقّق الإخلاص لوجهه تعالى، وما يرى تقيّدها بالهدي النبوي، بعيدةً عن الأعمال المبتدعة المخترعة.
وقالت الإفتاء إن التوسل إلى الله تعالى بالصالحين من عباده، أو بصالح الأعمال، أو بجاه النبي صلى الله عليه وسلم جائز في مذهبنا ومذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والحنابلة في المعتمد من كتبهم؛ لعموم قوله عز وجل: (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ).
وأشارت الإفتاء: ذلك لأن مقام النبي صلى الله عليه وسلم العظيم ومنزلته الرفيعة عند الله عز وجل ثابتة في الكتاب والسنة، ومن توسل بأمر ثابت فلا حرج عليه؛ كذلك التوسل بعباد الله الصالحين، كما ورد عن سيدنا عمر رضي الله عنه قال: (اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا) رواه البخاري.
واستدلت الإفتاء بحديث الثلاثة نفر الذين سد عليهم باب الغار مشهور بأفضلية التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة، ومن ذلك التوسل إلى الله تعالى على سبيل الاستشفاع إليه سبحانه وتعالى بالأطفال الرضع، وكذا الشيوخ الركع أو الوالدين، الذي هو في حقيقته توسل إلى الله بركوعهم له سبحانه.
وشددت: مع ضرورة التنبيه إلى أن التوسل في حقيقته هو دعاء لله تعالى، وليس دعاء أو طلباً من المتوسل به، وأن المؤثر والمستجيب للدعاء هو الله تعالى وحده. والله تعالى أعلم.