الرابحون والخاسرون

الرابحون والخاسرونالرابحون والخاسرون

مصر27-11-2023 | 13:46

الحرب أولها شكوى، وأوسطها نجوى، وآخرها بلوى، والقاعدة تقول: إن هناك رابحين وخاسرين فى أى معركة، فى حرب غزة هناك أطراف ربحت وأخرى خسرت الجلد والسقط.

قبل الإجابة عن السؤال وجب علينا الاعتراف بأن الحرب لم تنتهِ وقادة الكيان الصهيونى لم يغلقوا خرائط عملياتهم العسكرية ضد غزة، الهدنة بالنسبة لهم قد تكون هدفًا تكتيكيًا، لكن المؤشرات تشير إلى تغييرات عميقة حدثت على أرض المعركة وفى المشهد الدولي.

أعتقد أن حركة المقاومة ربحت سياسيا، وأثبتت أنها لا تزال رقمًا صعبًا فى معادلة القضية الفلسطينية رغم الحصار الممتد منذ سنوات، كما نجحت فى بعث القضية الفلسطينية من موتها، وإجبار المجتمع الدولى على وضعها على أجندة الأولويات، كما نجحت عسكريًا فى إسقاط هيبة الجيش الإسرائيلى من خلال عملية "طوفان الأقصى" واختطاف عدد كبير من المدنيين والعسكريين كورقة ضغط على مائدة المفاوضات.

الشعب الفلسطينى خسر ودفع ثمن الحرب بحورًا من الدماء، فهناك نحو 14 ألف شهيد و 35 ألف مصاب وتدمير بنيته التحتية، لكنه كسب تعاطف شعوب العالم تجاه المجازر الإسرائيلية.

اتفاق الهدنة يعد انتصارًا لحماس، التى استطاعت أن تجبر إسرائيل على قبول ما كانت ترفضه فى بداية الحرب برفض الهدنة، وبدون شك ستكون فرصة لالتقاط الأنفاس وتأمين مصادر الوقود والغذاء استعدادًا لجولة جديدة فى جنوب غزة.

إسرائيل منيت بجملة من الخسائر الفادحة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، فخسرت هيبتها العسكرية وأســطورة جيشـها، الذى لا يقهــر وأثبتت معركــة "طوفان الأقصى" زيف هالة تقديس أجهزة استخباراتها العسكرية فى توقع المعركة وتقدير قدرات حماس.

خسرت إسرائيل سياسيًا تعاطف المجتمع الدولي جراء حرب الإبادة على الأطفال والنساء والمستشفيات، وسقطت سردية المحرقة اليهودية والعرب الأشرار، كما فشلت فى تحقيق أيا من أهدافها المعلنة من الحرب، فلم تقضِ على قادة حماس ولم تسترد أسراها، وفشلت فى تهجير الفلسطينين إلى الخارج، فلم تكن أمامها سوى قتل الأبرياء من سكان غزة وحرق الشجر والبشر.

نتنياهو فقد مستقبله السياسى ولعل إطالة أمد الحرب هدفها الهروب من المسائلة السياسية، التى تنتظره، والإجابة عن التساؤلات الصعبة، فشبح السجن يطارده على خلفية قضايا الفساد، فضلا عن المسئولية السياسية عن "طوفان الأقصى".

خسر الاقتصاد الإسرائيلى نتيجة كلفة الحرب، التى تعدت 50 مليار دولار، وخسرت أمريكا فى هذه المعركة بدعمها السافر للحرب الوحشية، والبيجامة تنتظر "بايدن" فلا مستقبل سياسى والفشل متوقع فى الانتخابات المقبلة، كما خسر قادة الغرب وربحت شعوبهم، وسقط الإعلام الدولى وفقد شرفه.

وتبقى مصر التي أثبتت أنها مفتاح الحل فى المنطقة ونجحت منذ بداية المعركة في محاصرة إسرائيل سياسيًا، وفضح مخططاتها وإفشال مشروع التهجير.

اقرأ العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنا

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2