دراسة تكشف دور "البروبيوتك" في علاج الاكتئاب

دراسة تكشف دور "البروبيوتك" في علاج الاكتئابصورة ارشيفية

منوعات28-11-2023 | 11:47

كشفت الدكتورة يسر محمد إبراهيم كاظم، أستاذ التغذية الطبية قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث، أنه يمكن لمكملات البروبيوتك أن يقلل أعراض القلق والاكتئاب، فالبيروبيوتك قد يكون علاجًا تكميليًا مفيدًا في تحسين الاكتئاب
حيث إن الاكتئاب والقلق وباء عالمي يهدد كل دول العالم.

وأشارت بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن خطر المرض سيستمر في الارتفاع على مستوى العالم خلال العقود القادمة.

وأضافت أن الاكتئاب ينجم عن تفاعلات معقدة بين جينات الفرد وبيئته حيث يعد اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) على رأس خطر الأمراض غير السارية في جميع أنحاء العالم، كما تزعم منظمة الصحة العالمية (WHO). واستنادًا إلى تقارير منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يقرب من 350 مليون شخص مصاب بالاكتئاب.

وأشارت إلى أن الاكتئاب يؤدي إلى ارتفاع معدل التعطل عن العمل وقلة الإنتاجية وكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، فالطلب على استخدام العلاجات الدوائية للاكتئاب في حالة تزايد بالرغم من أن نسبة نجاحها تتراوح بين 40% إلى 60%، في حين تتراوح نسبة ارتداد المرض بعد العلاج بمضادات الاكتئاب بين 30% إلى 45%، بالإضافة إلى آثار جانبية متعددة وتفاعلات دوائية كثيرة.

وبحثًا عن وسائل وطرق جديدة لعلاج كثير من الأمراض ومنها الاكتئاب، فهناك اتجاهات وتخصصات جديدة تظهر، ومنها دمج علم التغذية مع الطب والطب النفسي والأعصاب وعلم الميكروبيوتا أو المستعمرات البكتيرية المفيدة والتي ثبت أن لها دورا مهما في علاج كثير من الأمراض ما يسمى الطب النفسي الغذائي وهو علم إيجاد علاج جديد مبتكر وصديق للطبيعة لجميع الاضطرابات المرتبطة بالدماغ بما في ذلك الخرف و الاكتئاب والقلق والتوحد واضطرابات النوم والتصلب المتعدد وحتى التهاب القولون التقرحي والأمراض المزمنة، كما وجد أن هناك ملايين من البكتيريا والفيروسات والكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخل الجهاز الهضمي للبشر وتقوم بدور مهم لتحسين الجهاز المناعي، ولكن أيضا يوجد منه مجموعة تضر الجسم وتسبب له بعض الأمراض ويعتبر النظام الغذائي لكل شخص من أهم عوامل تحديد أي نوع من البكتريا وهي التي تتكاثر داخل جهازه الهضمي.

وأفادت المنظمة بأن هناك فئة من البروبيوتيك أو المستعمرات البكتيرية المفيدة ذات التأثيرات المضادة للالتهابات مفيدة لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب آثارها المضادة للاكتئاب ومزيل القلق.

وذكرت العديد من الدراسات، التأثير الإيجابي للبكتيريا bifidobacteria على المزاج و الاكتئاب والقلق، وأفادت دراسة حديثة بأن تناول البروبيوتيك لفترات طويلة (Bifidobacterium longum R0175 و Lactobacillus helveticus R0052) له آثار إيجابية على القلق وكذلك السلوكيات المرتبطة ب الاكتئاب دون أي آثار جانبية.

جدير بالذكر أنه تم عمل دراسة ميدانية بالمركز القومي للبحوث، حيث تم إعطاء عدد من المتطوعين نظاما غذائيا صحيا يعتمد على الخضروات والفاكهة والبقوليات وقليل من الدهون والسكر والدقيق الأبيض، بالإضافة إلى زبادي مدعم بالبروبيوتك المسمى بالبفيدوبكتريا، حيث تهدف هذه الدراسة التداخلية إلى تقييم تأثير Bifidobacterium spp. مكملات الزبادي المخصبة مع تحسين التدعيم الغذائي لمدة 8 أسابيع على المزاج الاكتئابي على 98 متطوعًا أصحاء بمتوسط ​​عمر 46.96 ± 1.82 سنة، كما تمت دراسة العلاقة مع مستوى الكينورينين في الدم، وأظهرت النتائج أن كلا من الاكتئاب والمزاج العام أظهرا تحسنا كبيرا للغاية مقترنًا بانخفاض كبير في مستوى الكينورينين في الدم بعد التدخل، كما تم تسجيل ارتفاع معنوي في عدد بكتيريا Bifidobacterium البرازية وتحسن كبير في مستوى الهيموجلوبين ونشاط إنزيمات الكبد، وزيادة عدد البيفيدوبكتريا بعد التدخل، ونتيجة لذلك هناك بدائل طبيعية لعلاج الاكتئاب وتحسين الصحة العامة وبالتالي نوعية الحياة والإنتاجية وأن النظام الغذائي غير الصحي هو عامل خطر للإصابة بالاكتئاب، وبالتالي فإن اتباع نظام غذائي صحي يساعد في الوقاية من الاكتئاب، ومن المهم تنظيم الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي باستخدام النظام الغذائي صحي وإضافة الأطعمة التي تحتوي على البكتريا النافعة، مثل الزبادي والمخللات الطبيعية فالهدف من مكافحة الاكتئاب والمزاج الاكتئابي هو تعزيز جودة الحياة والإنتاجية والقدرة على مقاومة الضغوط النفسية ويمكن تحقيق ذلك جزئيًا من خلال تعزيز الأنماط الغذائية الأفضل وتناول البروبيوتيك.

أضف تعليق