نظمت المؤسسة المصرية لعلوم الميكروبيوم وتطبيقاتها، المؤتمر الدولي الرابع للميكروبيوم والميكروبيوتا في الصحة والمرض، تحت رعاية الدكتور حسين درويش رئيس المركز القومي للبحوث، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
وأوضحت الدكتورة نهلة منصور رئيس المؤتمر ومؤسس ورئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية لعلوم الميكروبيوم وتطبيقاتها أستاذ البيولوجيا الجزيئية والميكروبيولوجي بالمركز القومي للبحوث، أن المؤتمر تناول كل ما هو جديد في مجال الميكروبات الطبيعية وجيناتها والدور الذي يشكله في الصحة أو المرض حيث أصبح هناك اهتمام في هذا المجال، فالميكروبيوم بدأ فى حياتنا منذ عام ٢٠٠٣، حيث يوجد ميكروبيوم الفم وميكروبيوم الجهاز الهضمى، وهذا يمثل النسبة الكبرى بالإضافة إلى ميكروبيوم الجلد، وهكذا.
وأوضحت الأبحاث، أن الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية والتوتر والقلق وعدم اتباع نظام غذائي جيد يؤدى إلى عدم توازن الميكروبيوم وانخفاض الميكروبات النافعة وبالتالى وجود هذا الخلل في الميكروبيوم يؤدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، منها على سبيل المثال السرطان وأمراض القلب والسكر والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والتوحد وغيرها، فالعمل على استعادة توازن الميكروبيوم هو الشغل الشاغل فى الأوساط العلمية على مستوى العالم واكتشاف تداخل خلل الميكروبيوم وارتباطه بالعديد من الأمراض التى لم نكن نتوقع أبدا أن يكون مرجعها هو خلل عدم توازن الميكروبيوم.
وأشارت إلى الاتجاهات المستقبلية لأبحاث الميكروبيوم والتى سوف ترتكز على كيفية تطبيق الأبحاث العلمية للاستخدام فى التطبيق العلاجى للمرضى وكيفية تعديل الميكروبيوم كوقاية وعلاج، فالفريق البحثي بالمركز مهتم بكيفية تعديل الميكروبيوم بعدة طرق، منها:
١- استخدام الهندسة الوراثية للتعديل الجينى للميكروبات الممرضة المحتمل تواجدها فى الميكروبيوم باستخدام التقنية الحديثة كرسبر-كاز٩ والتى من شأنها حذف الجينات غير المرغوبة والمسببة للأمراض.
٢- استخدام البكتريوفاج وهى فيروسات للبكتيريا وتستهدف البكتيريا الممرضة فى حين لا تصيب البكتيريا النافعة.
٣- عزل أنواع بروبيوتيك من الجيل الثالث والتى لها فوائد صحية مميزة ولها القدرة على تعديل الميكروبيوم.
واختتمت الأبحاث بالتوعية بأهمية هذا المجال الذى يتطلب مزيدا من البحث العلمى لكشف المزيد عن هذا العلم وتخطى العقبات وأهمية إدراجه فى الطب الشخصى، وذلك عن طريق:
١- ضرورة إجراء تحليل لمعرفة الميكروبيوم الخاص بالأشخاص الخاضعين لعلاج طويل والمرضى فى العناية المركزة وكذلك قبل إجراء جراحة لهم، حيث إن ذلك سيحدد طرق العلاج والعقاقير لكل حالة تبعا للميكروبيوم من حيث الأنواع والتنوع والسلالات السائدة.
٢- رفع الوعى بأن الغذاء السليم والتغذية الجيدة حسب المعايير الصحيحة سيكون لها تأثير كبير فى المحافظة على تحسين الميكروبيوم، بالإضافة إلى أنه يجب أن يحتوي الغذاء على الألياف والبعد عن السكريات الأحادية و يفضل عليها السكريات المعقدة وتقليل اللحوم الحمراء والحرص على التنوع في الغذاء وتناول الأغذية المناعية، مثل: البصل والثوم والكرات والخس والبروكلى والخضروات والبقول، والأغذية الكاملة مثل البرغل والقمح والأرز البنى بالإضافة إلى العسل وجوز الهند والتفاح والموز.