عندما يمد مندوب الولايات المتحدة الملطخة بدماء الفلسطينيين لتعطيل إرادة الشرعية الدولية ينبغي على العالم أن يستعد لعواقب مؤلمة فالتلاعب بأسس العدالة وتعمد تجاوز القوانين الدولية ليس مجرد إخلال بالنظام بل هو تحدٍ صارخ لروح التعاون الدولي والسلم العالمي فعاقبة تعطيل الشرعية الدولية الذي تمارسه الولايات المتحدة في مجلس الأمن لابد أن تثمر الفوضى لتتزايد التوترات والصراعات ويغرق العالم من جديد في بحار عدم اليقين.
ومن أخطر عواقب تعطيل الشرعية والعدالة الدولية أنها تنعكس على الإنسان حينما يعيش تحت سقف الظلم والقهر لتنشأ أجيال في جو من عدم الأمان والتشوه الاجتماعي فتعطيل الشرعية الدولية ليس مجرد تجاوز للقوانين بل هو انتهاك للأخلاق وإخلال بتوازن العالم.
فالتلاعب بالشرعية الدولية لعبة مظلمة يتقنها بعض اللاعبين الدوليين اليوم بما يخدم مصالحهم الشخصية أو السياسية لتظهر الوقاحة بكل وضوح وتطمس القيم والمبادئ التي يجب أن تشكل أساسًا للتعاون الدولي ومحاولة تبرير التصرفات غير الشرعية للكيان الصهيوني يعيق الجهود الدولية لتحقيق السلام وما أسوأه إن كان عبر الهياكل الدولية ما يشكل تهديدًا للنظام الدولي وإساءة بالغة للعلاقات الدولية.
وبتنا اليوم أمام حاجة ملحة لإعادة تعريف مفهوم الشرعية الدولية خاصة والعالم يشهد فصول مسرحية مأساوية يعيشها مجلس الأمن العاجز عن وقف الحرب الوقحة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني منذ شهرين تحت غطاء وحماية أمريكية لتجاوز حدود الشرعية وقوانين العدالة الدولية.
ما أقبحك وأعجزك أيتها الشرعية الدولية يا من تكتسين اليوم قبحًا مروعًا حيث يقف البعض بجدارة أمام القوانين الدولية وكأنهم يحملون فتيل الفوضى في أيديهم متجاهلين صدى العدالة غير مبالين بحقوق الإنسان وغير منبهين إلى أن تجاهل الشرعية يسرع انهيار ركائز النظام العالمي بالمراوغة والالتفاف حول القرارات الدولية.
عطلت الولايات المتحدة ب الفيتو الأحمق مجلس الامن وأفرغته من دوره كحاضنة للأمان والاستقرار العالمي وهنا يجب أن نرفع صوتنا بوضوح ضد العبث الأمريكي بالشرعية الدولية لنقف بحزم في وجه الانحراف عن القيم والمبادئ التي يفترض بها أنها تهدف إلى بناء عالم أكثر إنصافًا وتعاونًا.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تستحق بما تلعبه من دور البلطجي السياسي تستحق عزلة ودورًا غير مرغوب فيه بعد أن استخدمت ريادتها كأداة للظلم متسترة بألوان من الزيف والخداع وبرفعها راية الفوضى وترسيخ العنف وسط تلاعب بالأفكار والعواطف لتحقيق أهداف ممزوجة بدماء الأبرياء وأنات الأمهات ونحيب الآباء بعد أن حولت مجلس الأمن إلى ملعب للمناورات السياسية القذرة.
إن واقعنا الأممي اليوم يستدعي مواجهة البلطجة السياسية بصوت موحد وشجاع ضد كل من يحاولون تزيين الجريمة ليستريحوا في ظل الظلم وتحويل المجتمع الدوي إلى شاهد على الفظائع دون أن قدرة على تحرك فعال ليظل الفيتو يغسل أيادي الجناة ويغلف الأخطاء بغطاء يبدو أنه منطقي في مشهد قبيح تزداد فيه الجرائم قوة ويموت الأمل.