ساعات قليلة تفصلنا عن فتح اللجان الانتخابية أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية 2024؛ لاختيار رئيس للبلاد خلال الفترة من 2024 وحتى 2030؛ مشاركة المصريين في الانتخابات تعد إحدى أهم الرسائل الشعبية إلى العالم في ظل حالة التربص والاضطراب، التى تضرب بالمحيط الإقليمي.
المصريون في الخارج خلال الأسبوع الماضي قدموا صورة مشرفة كانت بمثابة رسالة قوية للداخل والخارج تدل على أن أبناء الوطن لم تفصلهم الغربة عن المشاركة في مسيرة بناء الدولة والحفاظ عليها فعلى مدى الأيام الثلاثة، التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات كانت جموع الناخبين داخل وخارج اللجان تؤكد حالة وعي لدى المصريين.
وتأتي الأيام الثلاثة، التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات في الداخل (10-11-12 ديسمبر الجاري)؛ ليكمل المصريون المشهد في ظل حرص الهيئة الوطنية على تقديم المزيد من التسهيلات للناخبين للإدلاء بأصواتهم في ظل إشراف قضائي كامل لاختيار أحد المرشحين الأربعة لقيادة الدولة المصرية على مدى 6 سنوات قادمة.
تأتي العملية الانتخابية؛ لاختيار الرئيس في ظل مجموعة من التحديات كان لها أثر على المشهد بشكل عام، وعلى اختيار المرشح المناسب لقيادة سفينة الوطن.
ساعات ويبدأ الناخبون التوجه إلى صناديق الاقتراع بعد أن استمعوا إلى برامج المرشحين وتابعوا الحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة: عبد الفتاح السيسي، ومحمد فريد زهران، وعبد السند يمامة، وحازم عمر، خلال الفترة الماضية وعلى رؤيتهم للتحديات والمشكلات، التي تواجهها الدولة المصرية وكيفية التصدي لها.
(1)
المشهد الانتخابي لا ينفصل عن المشهد العام بل يتأثر به كثيرًا فقد أثرت تطورات الأوضاع فى قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء من الفلسطينيين جراء القصف الوحشي من قبل جيش الاحتلال للأراضي الفلسطينية فى غزة والقطاع أكثر من 16250 شهيدًا وما يقارب الـ 43 ألف مصاب.
تطورات الأوضاع فى القطاع وارتفاع درجة التهديد على المحور الاستراتيجي الشرقي بالإضافة لتوتر الأوضاع فى السودان (المحور الاستراتيجي الجنوبي) وليبيا (المحور الاستراتيجي الغربي)، انعكست على أهمية ملف الأمن القومي المصري والحفاظ على أمن واستقرار الوطن لدى الناخب المصري.
فرغم حجم التحديات والطموحات، التي يستهدف الناخب تحقيقها فى الفترة المقبلة من قبل الرئيس القادم، إلا أن الملف الأول والأهم، الذي يأتي فى صدارتها، هو ملف الأمن القومي والحفاظ على الدولة المصرية، وهو المرتكز الذي على أساسه حرص الناخب على اختيار مرشحه، فى ظل حالة التوتر وعدم الاستقرار التي تعصف بالمنطقة.
فعلى مدى 20 يومًا فى الخارج و29 يومًا فى الداخل التقت الحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة بمؤيدهم والجماهير عبر اللقاءات المباشرة فى المؤتمرات الجماهيرية وعبر وسائل الإعلام المختلفة من أجل كسب ثقة الناخب والتعريف برؤية المرشح لحل الأزمات ومواجهة التحديات.
واليوم هناك 11361 لجنة فرعية ولجان للمغتربين بالمحافظات على مستوى الجمهورية تستعد لاستقبال الناخبين لاختيار رئيس الجمهورية، وبمتابعة 4218 متابعًا منهم 14 منظمة دولية و542 متابعًا دوليًا و115 وسيلة إعلامية عالمية، من أجل استكمال مسيرة البناء والتنمية والحفاظ على الأمن القومي المصري، والحفاظ على ما حققه الشعب من إنجاز خلال الفترة الماضية.
(2)
إن اختيار الناخب ومشاركته فى الانتخابات الرئاسية وحرصه على ذلك سيكون بمثابة رسالة قوية إلى العالم يؤكد فيها أن الشعب المصري قادر على تحديد مسيرة الوطن واختيار ربان سفينته.
الرسالة الثانية وهي أن المصريين لم ولن ينسوا دماء الشهداء، التي أريقت والأرواح التي قدمها الأبطال من أجل أمن واستقرار وسلامة هذا الوطن، فتلك التضحيات كانت من أجل بناء وطن أكثر قوة والحفاظ عليه وهو ما يستوجب علينا كناخبين أن ندرك أهمية المشاركة.
كما أن ما يحدث فى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة من تطورات في ظل محاولات مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي؛ لتصفية القضية على حساب دول الجوار؛ هو ما يستوجب أن يكون القائد أكثر حكمة فى إدارة ملف الأمن القومي للحفاظ على الدولة ومقدراتها وأيضًا الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، والعمل على مواجهة التحديات.
إن مشاركة المصريين فى الانتخابات الرئاسية هي أحد أهم أسلحة مواجهة الحرب الشرسة، التي تستهدف الدولة المصرية بين الحين والآخر من قبل قوى الشر الرافضة تمامًا لنهوض مصر وامتلاكها للقوة واستقلال القرار، كما أن حجم المشاركة سيكون بمثابة رسالة قوية على وعي المصريين وإدراكهم أنهم أمام مسئولية تستوجب عليهم المشاركة واختيار الأنسب لقيادة سفينة الوطن فى ظل المتغيرات الدولية وعدم استقرار منطقة الشرق الأوسط، والمحاولات التي لا تنتهي مستهدفة إعادة تقسيم المنطقة من جديد، التي أجهضتها القيادة المصرية الواعية أكثر من مرة، التي كان آخرها محاولات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، فكان الرد المصري « تهجير الفلسطينيين خط أحمر».
فالمشاركة الانتخابية إذا كانت حقًا منحه الدستور والقانون للمواطن المصري ممن هو فوق 18 عامًا، فهو واجب وطني لأننا عندما نشارك فى الانتخابات فنحن بهذا الاختيار نرسم مستقبل الوطن ونمارس الديمقراطية على أرض الواقع.. فالشعوب هي من تصنع تجاربها وتبني مستقبلها.
إننا أمام استحقاق مهم فى تاريخ الوطن لاختيار قائد للدولة المصرية يتحمل المسئولية ويسعى لاستكمال بناء الوطن وينجح فى الحفاظ على أمنه واستقراره ويحفظ لمصر مكانتها بين الأمم.
فمصر التي استطاعت أن تخرج من مضمار الدول النامية إلى الدول ذات الاقتصاديات الناشئة، تسعى نحو تحقيق الحلم بأن تكون من بين الدول الكبرى الاقتصادية وهو التحدي، الذي تستهدف تحقيقه خلال المرحلة المقبلة بعد أن استطاعت تهيئة المناخ لذلك، من تطوير للبنية التحتية وتعديل للتشريعات وقوة فى العلاقات الخارجية مع الدول الكبرى وثقة من الشركاء الدوليين والقوى الدولية، وتطور فى العلاقات الاستراتيجية.
إنها مرحلة من أهم مراحل الدولة المصرية التي تتطلب منا جميعًا الاصطفاف خلف الوطن ونبدأ تلك المرحلة بالاصطفاف للتعبير عن إرادتنا فى الانتخابات الرئاسية حتى لا نمنح الفرصة لقوى الشر ومعاونيها النيل من مصر.
علينا أن نصطف جميعًا ولا نفرط فى الحق الدستوري لكل منا فى التصويت والاختيار الحر لقائد الدولة المصرية على مدى السنوات الست المقبلة.
فعلى كل منا أن يشارك لتقديم مشهد يليق بالدولة المصرية.
إيديكس 2023 وقوة الدولة
تأتي الدورة الثالثة للمعرض الدولي للصناعات الدفاعية « إيديكس 2023» فى ظل تحديات جسام تستوجب على الجميع أن يدرك أن امتلاك القوة ليس هدفًا إنما هو سبيل؛ لحماية الأمن والاستقرار من أجل أن تنعم الإنسانية بالحياة.
فالقوة الرشيدة هي الأكثر قدرة على حماية الأمن وتحقيق الاستقرار.
أما القوى غير الرشيدة فدائمًا ما تخلق التوتر والخراب وتصنع الدمار، وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول بشكل كبير لتطوير أسلحتها المستخدمة فى الحروب التقليدية تجدها دائمًا ما تبحث عن ضرورة الحد من الخسائر البشرية بين القوات، الأمر الذي يتطلب مزيدًا من العمل والتطوير والتحديث وهو ما تأخذه دائمًا على عاتقها.
لقد جاءت الدورة الثالثة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية لتكشف حجم الثقل للدولة المصرية والثقة فى حالة الأمن والاستقرار، التي تنعم بها وإدراك مدى قوة الدولة.
لقد شارك فى هذه الدورة المنتهية الخميس الماضي أكثر من 400 شركة عارضة من 100 دولة، لتكشف عن حجم التطوير الكبير الذي شهدته الصناعات العسكرية المصرية خلال الفترة الماضية، وهو ما ظهر واضحًا فى صالة العرض المصرية ومنطقة العرض المكشوف، الذي حاز إشادة كبيرة من قبل المشاركين بالمعرض والزوار؛ فلقد استطاعت الدولة المصرية أن تنجح فى توطين العديد من الصناعات العسكرية خلال الفترة الماضية فى العديد من الأسلحة.
ويأتي على رأسها القوات البحرية فقد جاء تدشين الفرقاطة المصرية «الجبار» من طراز (MEKO-A200)، لتجعلها واحدة من أقوى قطع السطح ضمن المجموعات القتالية المرافقة لحاملات المروحيات.
كما تم استعراض العديد من الأسلحة التي تنتجها مصانع الهيئة العربية للتصنيع ومصانع وزارة الإنتاج الحربي والترسانة البحرية.
لقد شهد المعرض توقيع العديد من مذكرات التفاهم واللقاءات الثنائية بين العارضين، كما حاز على ثقة العديد من الدول الكبرى والشركات العالمية المتخصصة فى الصناعات العسكرية الأمر الذي كان واضحًا من حجم العارضين من الولايات المتحدة والصين، التي كانت مشاركتها أكثر قوة بالعديد من الأسلحة وكذا المهمات العسكرية.
وكذا الشركات اليابانية والتركية والألمانية والفرنسية والباكستانية والهندية والروسية والشركات العربية التي أظهرت تأثير التعاون بين الدول فى الصناعات العسكرية على تطور الصناعة.
ولأن الصناعات العسكرية من الصناعات الكبرى ظهر واضحًا حجم التعاون بين الشركات المصنعة بين مختلف البلدان، وكذا نقل التكنولوجيا وهو ما حرصت عليه مصر.
لقد استعرضت مصر العديد من الأسلحة ذات القدرات القتالية العالية التي تقوم بتصنيعها وكذا المركبات والمدرعات والطائرات بدون طيار، حيث استعرضت ثلاثة نماذج والطائرات الهدفية وطائرات التدريب.
وكذا الراجمات ومنظومات إدارة النيران ومراكز القيادة والسيطرة والعديد من الذخائر المتنوعة والصواريخ والمعدات الإلكترونية.
إن امتلاك الدولة لسلاحها يمنحها قوة القرار، وقد حازت المنتجات المصرية على إشادة كبيرة من العارضين والمشاركين والزوار من مختلف دول العالم.
لقد شهد المعرض هذا العام مشاركة غير مسبوقة وتنوعًا كشف حجم التطور فى الأسلحة وتطوير القدرات القتالية وهو ما يعد فرصة لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث الأسلحة على مستوى العالم.
كما يعد فرصة للتعاون بين الشركات المصرية العاملة فى مجال تصنيع الأسلحة والشركات العالمية، وهو ما يخلق قدرات أكبر على التطوير والتحديث وتوطين الصناعة التي تعد من أكبر الصناعات تأثيرًا فى اقتصاديات الدول.
لقد نجح المعرض الدولي للصناعات الدفاعية فى دورته الثالثة فى أن يصبح بمثابة نقطة ارتكاز مهمة للتسويق للصناعات العسكرية المصرية وكذا نقل وتبادل الخبرات.