التصويت للوطن

التصويت للوطنأحمد النومي

الرأى10-12-2023 | 16:46

وسط أوضاع إقليمية ساخنة وظروف دولية مرتبكة، تأتى انتخابات الرئاسة المصرية هذه المرة مختلفة واستثنائية، فالاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية تواجه بحور من الفوضى، وسفينة الوطن تسبح وسط بحر هائج من الأمواج العاتية، والذئاب تعوى فى المحيط، والمخططات الشيطانية تنتظر اللحظة المناسبة.

الحقيقية أن الأمر ليس من قبيل التخويف أو التهويل، بقدر أنه واقع نراه، فالتحديات التى تواجه الدولة المصرية ضخمة، والتربص بالوطن لا يتوقف، ومعركة إجهاض الحلم المصرى الذى بزغ منذ سنوات قليلة لا تتوقف، والتاريخ لا يكذب، وكم من أحلام وطنية نشدناها وأجهضتها حيل شياطين القوى الإمبريالية.

الصراحة تقتضى القول بأن الحرب الوحشية على حدودنا الشرقية فى غزة حركت الشعور الوطنى بالخوف على الوطن من سيناريوهات لجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه، وخلقت حالة من الاصطفاف الوطنى شعارها الوطن أولا وقبل أى شيء، ولعل انعقاد الانتخابات الرئاسية بالتزامن مع حرب غزة، وما يظهر من أطماع فى الوطن تتجاوز مجرد الخيالات السياسية إلى واقع يرسم بمهارة من قبل غرف عمليات قوى دولية وإقليمية لإسقاط المحروسة تعنى ببساطة أن التصويت فى صناديق الاقتراع ليس على مرشح بقدر أنه تصويت على وطن.

تدوير الفوضى وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء حيث سنوات عصيبة مر بها الوطن هى الهدف، وتفكيك الجبهة الداخلية هو المراد، والتماسك الوطنى هو حائط الصد لإفساد المخططات الخبيثة.

ليس من قبيل المصادفة أن تنشط الحملات الممنهجة من قبل الكتائب الإلكترونية لإفساد العرس الديمقراطي، وإهالة التراب على ما تحقق فى سنوات مضت، فانتهاج سياسة تيئيس الناس هو نهج، واختلاق أكاذيب وإطلاق شائعات هو بمثابة الأمل لدى المتربصين بسفينة الوطن، فكل طوبة تبنى فى عمارة الوطن، هى هدم لبيوت العنكبوت، وكل شجرة تزرع هى اجتثاث لأوراق شجرة فاسدة.

لا جدال أن ما تحقق فى السنوات الماضية من نهضة فى مجالات عديدة كان حلما، ولا نقاش أيضا أن هناك أوضاعا صعبة لاسيما الوضع الاقتصادي، ولا ننكر أننا نطمح فى آفاق أكثر اتساعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

خروج المصريين لهذا العرس الرئاسى هو الهاجس الذى لا تتمناه قوى الشر، والمشاركة الواسعة هى بمثابة الطلقة فى قلوب من ردت أيديهم فى أفواههم مكذبين ما يرونه، ويبغون إقامة سرادق عزاء على روح الوطن.

المصريون أثبتوا دائما أنهم على الموعد عند الشدائد و الانتخابات الرئاسية فرصة لإثبات حب الوطن، والتوقيع فى دفتر الحضور الوطنى لهذا العرس الديمقراطى واجب وهذا العرس الديمقراطى لن يكتمل بدون حضور أصحاب الفرح الحقيقيين من المصريين، فالوطن يمر بمرحلة فارقة تتطلب إرسال رسالة للعالم بأن المصريين قد حضروا.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2