المستشار محمد السباعى يكتب: وبشر الصابرين بذبح عظيم

المستشار محمد السباعى يكتب: وبشر الصابرين بذبح عظيمالمستشار محمد السباعى يكتب: وبشر الصابرين بذبح عظيم 

* عاجل25-8-2018 | 21:32

بعدما نجا من البلاء الأول من نار النمرود، لم يتوقف إبراهيم عليه السلام، ولَم يفقد الامل فىً انتظاره للولد الصالح، فقد كان دائماً يردد ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.
 وأخيراً استجاب له ربّه، فوهبه إسماعيل وهو فى الثمانين من عمره من زوجته هاجر.
لتدب نار الغيره فى قلب سارة ويرحل إبراهيم وولده إسماعيل الصغير، بأمر ربه إلى واد غير ذى زرع فى صحراء مكة  ليأمره ربه بعدها بتركهما، مودعاً الرضيع إسماعيل قرة عينيه بعد هذا الصبر الطويل، ويبكى إبراهيم بقلبه المبتلى، إنها طاعة الله.
و يطير بعدها إبراهيم فرحاً لتنفيذ أمر ربه ببناء البيت ستكون فرصة ليداعب ويجالس ولده إسماعيل ويحكى له قصته من الشك إلى اليقين بالله، وكيف عرف الله .. ويحكى له قصة الطيور الأربعة التى ذبحها، ووضع كل واحد منها فوق قمة جبل، وأذن الله لها أن تعود إليها الحياة، وحكى له كيف نجاه الله من نار النمرود، وتعانق الب ووليده حتى فى نومهما سوياً حتى الصباح ليستكملا بناء البيت
  الله سبحانه قادر أن يفعل كل شىء ياوالدى؟!.. نعم يا إسماعيل وهو الذى طوع لك تلك الخيول المفترسة لتركبها مستمتعاً جزاء وفاقاً لك، إنك ساعدتنىً فى بناء بيت الله.
لابد أن يعاقب الله ابراهيم وقد آتاه قلباً سليماً، لابد أن يمتلىء فقط بحب الله، ولا ينشغل بحب سواه، وليصطفيه الله ليكون نبياً لأمة، ويخضع إبراهيم للاختبار الثالث وهى رؤيا ذبح ولده إسماعيل، والشيطان يعلم أنه الاختبار الأصعب، الشيطان يلاحق إبراهيم  فوق جبل منى فيوسوس إليه : " لاتذبح ولدك فلذة كبدك إنها رؤيا شيطانية يا إبراهيم، يلاحقه فى ثلاث مواضع ويرجمه إبراهيم بالحصى.
     فإبراهيم عليه السلام لم يقصد أبداً خداع ولده، ودعوته إلى ساحة الامتحان العسير بصورة عمياء، بل رغب بإشراكه في هذا الجهاد الكبير ضد النفس، وجعله يستشعر حلاوة لذة التسليم لأمر الله والرضا به، كما استشعر حلاوتها هو.
ومن جهة أخرى، عمد الابن إلى ترسيخ عزم وتصميم والده في تنفيذ ما أُمر به، إذ لم يقل له: اذبحني، وإنما قال له: افعل ما أنت مأمور به، فإنني مستسلم لهذا الأمر، وخاصّة أنَّه خاطب أباه بكلِّمة ﴿يَا أَبَتِ﴾ كي يوضح أنَّ هذه القضية لا تقلّل من عاطفة الابن تجاه أبيه ولو بمقدار ذرّة، وأن أمر الله فوق كلّ شيء.
وخلع إسماعيل قميصه حتى لاتنال من بياضه دماء الذبح، وطلب من أبيه أن يعطيه لأمه لتشتم فيه رائحته عندما يضيق صدرها وطلب منه أن يوثقه بالحبل المتين، وشرع ابراهيم فى الذبح ليوقفه جبرائيل بالنداء من بعد، ومعه الكبش العظيم هاتفاً: ياابراهيم  قد صدقت الرؤيا : الله أكبر  الله أكبر، فيرد عليه إسماعيل فرحا ًمن تحت نصل السكين: مهللا : لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ثمَّ يهتف إبراهيم باكياً: الله أكبر الله اكبر ولله الحمد.، لتتّضح حقيقة هذه التكبيرات، وهي أنّها مجموع تكبيرات جبرائيل وإسماعيل وأبيه إبراهيم.
 تكبيرات انتصار إبراهيم على نفسه  وابنه إسماعيل في الامتحان الكبير، وتعطي العبر لكلِّ المسلمين، سواء كانوا في منى أو في غيرها، أن يصبروا فأن البشرى دائماً للصابرين.
عيد مبارك عليكم ونحن نلقى آخر الجمرات ونودع بيت الله الحرام وفى الطريق إلى رسول الله.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2