أنور وجدي.. نجم في صندوق

أنور وجدي.. نجم في صندوقمحمد رفعت

الرأى17-12-2023 | 20:17

رغم عبقرية الفنان الراحل أنور وجدى المتفردة، إلا أنه عاش ومات، وهو يلاحقه النحس وسوء الحظ.

ولد "وجدي" فقيرا وعاش حياة بائسة، لدرجة أنه دعا الله أن يرزقه بمليون جنيه لكى يشترى "عمارة" كبيرة، مقابل أن يبتليه بكل الأمراض، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة لاستقبال دعوته، فاشترى العمارة ولم يدخلها إلا جثة فى صندوق خشبي!

سخر الفنان الكبير الراحل، والذى لقبه الجمهور بـ"فتى الشاشة الأول"، وقته وجهده لجمع الأموال من الفن، وكان فى معظم أفلامه هو المنتج والمخرج والمؤلف والبطل، واستطاع أن ينتج أفلاما ناجحة بأقل التكاليف، وتمكن بعبقريته الفنية من اكتشاف "الطفلة المعجزة" فيروز، وحصد من ورائها آلاف الجنيهات.

ولكن "فيروز"، حكت فى حوار تليفزيونى قديم عن الفترة التى عاشتها فى منزل الفنان أنور وجدى وزوجته "وقتها" الفنانة ليلى مراد، وأكدت شائعة البخل، التى كانت معروفة عنه فى الوسط الفني، وقالت إنه كان ينقل أثاث شقته إلى استوديو التصوير، ليستغلها فى تصوير 3 أفلام معًا، ثم يعيدها إلى المنزل، مما كان يثير غضب زوجته ليلى مراد، كما كان يجرد "فيروز" من ملابس التمثيل والإكسسوارات بعد انتهاء الفيلم، حتى "دبوس الشعر"، على حد قولها.

لم يصدق الجمهور ولا العاملون فى الوسط الفنى أن نهاية "فتى الشاشة الأول"، ستكون بهذه الدرجة من المأساوية، فبعد أن نجح فى تكوين ثروة، وصلت إلى نصف مليون جنيه أو أكثر، وشراء عقار فى منطقة "باب اللوق"، أصيب "وجدي"، بأمراض الكلى وسرطان المعدة، وكان فى ذلك الوقت قد تزوج من الفنانة ليلى فوزي، التى كان زواجه منها حلمًا بالنسبة له، حيث كان فى بداية نجوميته، قد تقدم لخطبتها من والدها، لكن والدها اعتذر وفضل عليه المطرب عزيز عثمان.

وسافرا لقضاء شهر العسل فى العاصمة السويدية "ستوكهلوم"، وهناك اشتد عليه المرض، وبعد 3 أيام من وصوله أصيب بالعمى، فدخل المستشفى ورقد على فراش المرض بين الصحوة والغيبوبة، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة فى 14 مايو 1955، عن عمر ناهز 44 عاما، لتبدأ رحلة إعادته إلى مصر فى صندوق خشبى بصحبة زوجته "ليلى فوزي".

المفارقة المحزنة هى أن الصندوق الذى حوى بداخله جثمان أنور وجدي استقر فى مدخل عمارته فى "باب اللوق" ولم يكن قد سكن فيها، ليبيت ليلته فى مدخل العمارة وحيدا، وفى أثناء ذلك ذهب المطرب محمد الكحلاوى إلى عمارة "وجدي"، وأصر على فتح الصندوق للتأكد من هوية صاحب الجثمان، ليفاجأ بجثمان أنور وجدى ملفوفا فى "الشاش"، فقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله، بقى ده أنور وجدى فتى الشاشة!، ثم قام بنفسه بإحضار كفن ونقل الجثمان لمسجد "عمر مكرم"، وأشرف على تغسيله مرة أخرى.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2