تعد النوبات هي الأعراض الأكثر شيوعًا، وتحدث عندما تتعطل النبضات الكهربائية، التي تنقل الرسائل بين الخلايا في الدماغ، وعلى مدار العقد الماضي، تم طرح عدد من الأدوية الفعالة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، مما يعني أن العديد من المرضى قادرون على عيش حياة طبيعية نسبيًا مع حدوث نوبات قليلة أو معدومة.
ولكن ما يقرب من ثلث المرضى لا يستجيبون لهذه الأدوية، ويشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون من خلل التنسج القشري البؤري، وهو السبب الأكثر شيوعًا للصرع المقاوم للأدوية لدى الأطفال، والذي يؤثر على حوالي 35000 طفل وشاب.
وقد يحدث خلل التنسج القشري البؤري عندما تتطور مناطق في الدماغ بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى حدوث نوبات متكررة من الصرع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبات في التعلم وحتى الموت، وفي حين أن الجراحة لإزالة أنسجة المخ المعيبة يمكن أن تكون فعالة، إلا أنها تخاطر أيضًا بتلف دائم في الدماغ.
واكتشف الباحثون في الكلية الجامعية لندن UCL، دواءً معدلًا للجينات يمكن أن يقلل عدد النوبات التي يعاني منها المصابون بالصرع، مع إمكانية تحسين نوعية حياة الأطفال المصابين بشكل جذري، وفقًا لما نشر في صحيفة "ديلي ميل البريطانية".
ووجد الباحثون، ومن خلال تحليل الفئران، أن زيادة مستويات البوتاسيوم في الدماغ، وهي مادة كيميائية طبيعية موجودة في الجسم تساعد على تنظيم الخلايا، تقلل من معدل النوبات، وذلك لأن البوتاسيوم يبدو أنه يقلل من نشاط خلايا الدماغ، مما يحد من خطر فشل النبضات الكهربائية، وأن الفئران التي تم حقنها لمرة واحدة كانت لديها نوبات أقل بنسبة 87% في المتوسط، مقارنة بتلك التي لم يتم علاجها.
ويقول الدكتور فنسنت ماجلوار، خبير الصرع في جامعة كاليفورنيا، إنه يمكن علاج آلاف الأطفال الذين يتأثرون حاليًا بشدة بالنوبات غير المنضبط، حيث يعاني حوالي 600 ألف شخص في المملكة المتحدة من الصرع.