قال رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عصام شيحة، إن مشهد استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي للمرشحين المنافسين، أمس الثلاثاء، بعث رسالة مهمة للشعب مفادها بأن المصريين شركاء في الوطن وعلى الجميع أن يبذل الجهد في خدمته من موقعه، وأن المعارضة الحزبية والتعدد الثري مهم جدا في المرحلة المقبلة، وأكد أيضا أن الاستماع إلى الآراء المختلفة والاستفادة من البرامج المطروحة من جانب المرشحين لنهضة الوطن، مقبولة ومرحب بها.
وأضاف شيحة -في مداخلة هاتفية ببرنامج "8 الصبح" على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن المشهد بعث أيضا رسالة للخارج تؤكد وجود توافق وطني واسع حول القضايا المصرية والحفاظ على الدولة، وأن هناك قيادات فاعلة وقادرة في المجتمع تدرك خطورة المرحلة وتدرك الظرف الاستثنائي التي تمر به مصر في محيطها الإقليمي، وأن الأبواب مفتوحة وقنوات الاتصال مفتوحة بين كل أنماط وفصائل المجتمع لخدمته.
وأكد أن ذلك اللقاء نطلق عليه في العلوم السياسية "لقاء السحاب"، حيث جمع بين الأنداد الذين تنافسوا منذ أيام قليلة لكن اجتمعوا على حب الوطن وخدمته، مشيرا إلى أن تلك الصورة المشرفة التي قدمت، تعد من مبادئ تأسيس للجمهورية الجديدة والتي ينشدها المصريون والقائمة على الديمقراطية والوطنية القائمة على المساواة وتعتمد المواطنة أساس للحريات والمشاركة العامة.
وقال شيحة إن مشاركة المصريين في العملية الانتخابية عبر عن وعي الشعب المصري ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل السياسي في المجتمع، موضحا أن هناك إجماعا من المصريين حول القيادة الجديدة والخوف على الوطن، وأهمية استكمال مسيرة التنمية ودعم جهود الدولة في تنمية المشروعات الكبيرة.
وأشار إلى أن المصريين أدركوا حق التعبير في الرأي والمشاركة، حيث استشعرنا لأول مرة أن هناك فكرة لقبول الآخر والعمل المؤسسي وتنفيذ الدستور المصري من المادة الخامسة في التعددية السياسية والحزبية في مشاركة المعارضة المصرية، موضحا أن وقوف الإعلام والدولة بشكل حيادي بين جميع المرشحين وضع حجر أساس لعمل حزبي قوي ينقل الدولة المصرية نقلة غير مسبوقة.
ولفت إلى أن مصر بها 106 أحزاب ويحكم عملها القانون 40 لسنة 77، مضيفا أنه آن الأوان لإضفاء تعديلات جذرية تمكن الأحزاب من الالتحام بالجماهير، وطرح برامجها ورؤاها.
وأوضح شيحة أن الأحزاب السياسية تحتاج إلى مناخ عام مفتوح وتوسيع مساحة الحريات العامة وطمأنة المصريين لمشاركتهم في العمل العام والسياسي، مؤكدا أن استقبال الرئيس للمرشحين المنافسين يعزز فكرة أن العمل السياسي عمل مقبول ودستوري، وأن الخلاف في الرأي ليس جريمة، وأن التنافس حول الرؤى والبرامج يخدم الوطن ويبنيه ويصنع تعددية سياسية وحزبية.
وأكد أن للأحزاب السياسية دورا كبيرا في تصليح الصورة الذهنية لدى المواطن المصري الذي اعتاد على أنها أحزاب غير فعالة، وأن دورها خدمي وحضور اللقاءات فقط، مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية أسست علاقة جديدة بين مؤسسات الدولة والأحزاب، وبين المواطنين والأحزاب، وعلينا أن نستثمر ذلك الزخم السياسي الكبير في إعادة الثقة للأحزاب السياسية وأنهم شركاء للدولة في عملية التنمية.