"خطابي" يشارك في اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام

"خطابي" يشارك في اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلامخطابي من اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام

عرب وعالم23-12-2023 | 17:38

قال السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الإعلام والاتصال، على هامش اجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام العربي والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام، اتشرف بالمشاركة في هذا المنتدى الرفيع في رحاب مدينة طرابلس المتوسطية العريقة لتقاسم معكم جملة من الأفكار حول موضوع (الإعلام العربي ورهانات التنمية المستدامة).

وأوضح، بأن مفهوم التنمية المستدامة الذي يعني الاستجابة لاحتياجات الحاضر دون التأثير على متطلبات أجيال المستقبل ظهر كمفهوم سوسيو - اقتصادي لأول مرة خارج دوائر الفكر، في تقرير لجنة بروتلاند سنة 1987، نسبة لرئيسة وزراء النرويج آنذاك التي أشرفت على إعداده.

وأضاف، شكلت قمة الأرض في 1992، لحظة رمزية قوية لاستشعار المجتمع الدولي بخلاصات وإرهاصات تقرير "نادي روما"حول حدود النمو والمستقبل البشري، ومن ثم بروز اشكالية ذات بُعد كوني في اطار العمل الدبلوماسي المتعدد الأطراف وديناميكية حركات اللاعبين الدوليين من مؤسسات برلمانية وأحزاب "الخضر" وجماعات ترابية، وخاصة مكونات المجتمع المدني عبر العالم التي سعت للضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات جريئة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمحيط البيئي والاحتباس الحراري والمحافظة على التنوع البيولوجي.

وقال، تعد سنة 2000، محطة هامة في هذا المسار مع إصدار الأمم المتحدة وثيقة أهداف الألفية التي استهدفت بالأساس البلدان النامية، ومهدت لاعتماد أجندة 2030 في 2015، والتي اتخذت طابعًا أكثر زخمًا وشمولية وتنوعًا، بتحديد 17 هدفًا و169 غاية في صدارتها معالجة الأسباب الجذرية للفقر والإقصاء، وتأمين العلاج وتوفير السكن اللائق لتحقيق تنمية مستدامة تشمل بالإضافة للبعد الاقتصادي، الجوانب البيئية والاجتماعية، تلكم الأهداف التي يضطلع الإعلام بكافة روافده بدور أساسي ومؤثر في مواكبة تنفيذ وتنوير الرأي العام بالمعلومات والحقائق التي تهم المخططات التنموية المستدامة.

وقال، اعتمدت قمة شرم الشيخ 2015، الأجندة الأممية، وتم مباشرة استحداث ادارة متخصصة ب التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، كما أقرت القمة العربية بالظهران في 2018، الخريطة الاعلامية العربية للتنمية المستدامة التي حددت الترابط العضوي القائم على المستوى الإعلامي مع كل هدف من أهداف أجندة 2030، في إطار رؤية تشاركية ترتكز على جعل الإنسان غاية وجوهر العملية التنموية.

ويرى، أن الإعلام العربي مطالب بأن يكون رافعة أساسية في متابعة الأجندة الأممية من خلال نهج إعلامي للقرب وتواصل مؤسساتي يسهم في احتواء وتقويم سلوكيات الهدر واستنزاف المقدرات وحماية النظم الأيكولوجية، وتقديم برامج إعلامية لتشجيع المشاريع الزراعية الداعمة للاستدامة في ظل ندرة الموارد المائية، علمًا أن المنطقة العربية تعد من أفقر المناطق في المياه ولا تتجاوز 7 في المائة من المخزون المائي في العالم.

وأكد، على أهمية ادماج الإعلام البيئي والتربية على التنمية المستدامة في المناهج التعليمية العربية، من أجل بناء مواطن مسؤول إزاء محيطه البيئي والتأسيس لإعلام يتفاعل مع قضايا التنمية المستدامة في إطار المخططات الهادفة إلى الإنتقال نحو الاقتصاد الأخضر، وتجاوز الإكراهات البنيوية الضاغطة بما فيها تطوير أنماط الإنتاج لضمان الأمن الغذائي، والتحكم في اختلالات الزحف العمراني والنمو الديموغرافي، حيث من المتوقع بحسب تقديرات الأمم المتحدة أن يصل سكان العالم العربي في سنة 2050، إلى حوالي 686 مليون نسمة.

وأضاف، أن تنمية مستدامة دون ضمان الحق في الإعلام والتواصل، ولا تنمية مستدامة دون إشاعة ثقافة المواطنة بما يفسح المجال أمام المواطن عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، ليكون فاعلًا حقيقيًا في التعامل مع الأهداف التنموية وترسيخ مقومات حكامة للاستدامة.

لافتًا، أن الأزمات والكوارث الطبيعية التي عشنا مآسيها المؤلمة في المدة الأخيرة إثر الزلزال العنيف بجهة الحوز بالمغرب، والسيول الجارفة التي ضربت مدينة درنة أظهرت الدور الحيوي لوسائل الإعلام المختلفة بما فيها الإعلام العمومي في التعاطي مع الانعكاسات الوخيمة لمثل هذه الكوارث على الظروف المعيشية والصحية والنفسية للساكنة المتضررة.

وقال، أن بلوغ أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030، قد يبدو صعب المنال في سياق عربي معقد، لكن الأهم هو التسلح بالارادة السياسية ووضع السياسات العامة الكفيلة بتسريع الجهود لكسب الرهانات التنموية، مع الأخذ بالاعتبار الحاجة إلى الاستفادة من تجارب برهنت على نجاحها وضرورة الانفتاح على شراكات منتجة، ولاسيما فيما يتعلق ببناء القدرات الاندماجية مع الهيئات والوكالات المتخصصة، كبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، كما تشارك الجامعة العربية في مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغير المناخي (مراكش 2016، شرم الشيخ 2022، دبي 2023).

وأضاف، أن الجامعة العربية أطلقت مؤخرًا، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، مبادرة «الرؤية العربية 2045»، دعمًا لتحقيق الأهداف التنموية، بما يعزز ثقة المواطن العربي بمستقبل آمن ومزدهر بشراكة مع المجتمع المدني ومراكز البحوث تروم التأسيس لتعاقد اجتماعي عربي خلاق ومتجدد، قوامه الفرد والدولة والبيئة في أفق بناء مستقبل جماعي أفضل يمر حتمًا عبر تثمين الرأس المال البشري، والارتقاء بالبحث العلمي وتعبئة القدرات المشتركة وفق مقاربة اقليمية تكاملية ومنسجمة.

وشدد، على أن دور الإعلام في تنزيل أهداف التنمية المستدامة من بين الأولويات على جدول أعمال مجلس وزراء الإعلام العرب وهياكله، تمشيًا مع نبل رسالة الإعلام العربي في صناعة محتوى هادف وذي مصداقية، يسهم في الدفع بمسارات التنمية المستدامة، علمًا أن جائزة التميز الاعلامي لسنة 2022، خصصت لهذا الموضوع تشجيعًا للكفاءات الإعلامية العربية.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2