الإفتاء تجيب.. حكم الزواج بقصد الإنجاب دون علاقة زوجية

الإفتاء تجيب.. حكم الزواج بقصد الإنجاب دون علاقة زوجيةالزواج

الدين والحياة24-12-2023 | 11:35

الزواج هو مصدر السعادة والاستقرار للإنسان، فقد خلق الله - سبحانه وتعالى - النساء ليكونوا شقائق الرجال، فلا يمكن للرجل أن يعيش بدون المرأة، ولا يمكن للمرأة أن تعيش بدون الرجل، قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) [سورة النحل: 80]، والمعنى المراد من الآية الكريمة أنّ الاستقرار الحقيقي والسكينة لا يكون إلا بحياة زوجية قائمة على المودة والمحبة.

و الزواج في الإسلام مبني على قضاء شهوة الإنسان بما يرضي الله سبحانه وتعالى، بعيدًا عن الفحشاء والمنكر والزنا والسفاح، لهذا بيّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعشر الشباب أهميته، بقوله: (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ).

وقالت دار الإفتاء المصرية: إن الشرعُ الشريفُ أمرَ ب الزواج ورغَّبَ فيه: قصدَ به الاستخلاف والإعمار، وأرادَ له الديمومة والاستمرار؛ ولذلك أقامَ الشرعُ الشريف أساس هذه العلاقةِ على المودة والرحمة وحُسْن العِشْرة.

واستشهدت الإفتاء، بقول الله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: 187]، وقال سبحانه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وأباحَ استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر بما يضمن لهما العفاف والكفاف، وجعل حقَّ المرأة في ذلك كحقِّ الرجل؛ لأن ما يحتاجهُ الرجلُ من المرأةِ من علاقته بها، هو عينُ ما تحتاجه المرأةُ من الرجل؛ قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾.

واستشهد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في بيان عبر بوابة الدار الرسمية، بقول الإمام أبو جعفر الطبري في "جامع البيان" - في تفسير قوله تعالى: ﴿هن لباس لكم وأنتم لباس لهن﴾-: [فإن قال قائل: وكيف يكون نساؤنا لباسا لنا، ونحن لهن لباسا، و"اللباس" إنما هو ما لبس؟ قيل: لذلك وجهان من المعاني: أحدهما: أن يكون كل واحد منهما جعل لصاحبه لباسا، لتجردهما عند النوم، واجتماعهما في ثوب واحد، وانضمام جسد كل واحد منهما لصاحبه، بمنزلة ما يلبسه على جسده من ثيابه، فقيل لكل واحد منهما: هو "لباس" لصاحبه.. الوجه الآخر: أن يكون جعل كل واحد منهما لصاحبه "لباسا"؛ لأنه سكن له، كما قال جل ثناؤه: ﴿جعل لكم الليل لباسا﴾ [الفرقان: 47]، يعني بذلك سكنا تسكنون فيه، وكذلك زوجة الرجل سكنه يسكن إليها، كما قال تعالى ذكره: ﴿وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾ [الأعراف: 189، فيكون كل واحد منهما "لباسا" لصاحبه، بمعنى سكونه إليه.

وأجابت دار الإفتاء، على حكم الزواج بقصد الإنجاب بالحقن المجهري دون علاقة زوجية أو جماع، بأن الشرع الشريف أمر ب الزواج ورغّب فيه: قصد به الاستخفاف والإعمار، وأراد له الديمومة والاستمرار، لذلك أقام الشرع الشريف أساس هذه العلاقة على المودة والرحمة وحسن العشرة.

أضف تعليق