الميوعة السياسية وتفسخ المبادئ !

الميوعة السياسية وتفسخ المبادئ !حسن زعفان

الرأى24-12-2023 | 14:49

إن الأحداث الأخيرة والتي جرت على أرض قطاع غزة من تدمير وقتل وإبادة جماعية ومذابح يندي لها الجبين أمام أعين العالم كله ومع تزايد جرائم الاحتلال الإسرائيلي لم يكن رد الفعل السياسي على أرض الواقع من القوي العالمية الكبري سواء في الغرب الأوروبي وأمريكا أو حتي الشرق الآسيوي من دول كبري مثل الصين و روسيا و الهند.

أقول لم يكن رد الفعل سوي الشجب والإدانة بل وعبارات التوسل ل إسرائيل من أجل السماح بدخول بعض المساعدات الإنسانية؟! والتي لا تتجاوز بضع أطنان من الطعام الجاف أو الأدوية والمستلزمات الطبية البسيطة يصحبها (شو إعلامي واستعراض أجوف) وحتي في المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة لم يكن الضغط السياسي من الدول الكبري سوي الشجب والإدانة وحتي التصويت في مجلس الأمن لم يكن له أي تأثير بسبب حق الاعتراض (الڤيتو من قبل أمريكا وبريطانيا).

أما الجمعية العمومية للأمم المتحدة فإن قراراتها غير ذات فائدة علي الإطلاق وكأنها مجرد ذر الرماد في العيون التي لم تعد تري المجازر والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والذي تجاوزت كل الحدود الإنسانية والقوانين الأممية، بل وحتي الأعراف الدولية حتي بات الأمر وكأنه مجرد مواساة في سرادق عزاء كبير في داخله جثث ومذابح وإبادة وتطهير عرقي لم يسبق له مثيل عبر تاريخ الصراعات والحروب التي مر بها العالم في العصور الحديثة والقديمة.

والحقيقة التي ربما يدركها الكثيرون هي أن بعض القوي الكبري في العالم تريد لهذه الحرب الظالمة أن تستمر لأكبر فترة ممكنة، ربما لتحقيق أهداف استراتيجية غير معلنة مثل انشغال أمريكا وحلفاؤها في دعم إسرائيل علي حساب الدعم المقدم لأوكرانيا وانشغال العالم إعلاميًا بعيدًا عن الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك الصين والتي تري أن تطويل الأزمة في غزة قد يشغل الولايات المتحدة عن قضية تيوان ويقلل التواجد العسكري في بحر الصين الجنوبي.

وهو ما حدث بالفعل من سحب أمريكا لكثير من القطع البحرية الكبيرة من المحيط الهادئ لتبقي قريبة من منطقة الخليج لمواجهة أي تدخل إيراني محتمل، إضافة إلي حماية السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب في اتجاه البحر الأحمر مع التركيز علي تواجد عسكري بحري أمريكي وبريطاني في منطقة شرق المتوسط قبالة سواحل إسرائيل ولبنان لتخويف حزب الله من مغبة الانخراط في حرب ضد إسرائيل وتهديد حدود إسرائيل الشمالية.

كل ذلك جعل بعض القوي الدولية المعادية لأمريكا تري أن استمرار الحرب علي غزة يمكن أن يكون في مصلحتها وأن التوسع في تلك الحرب اقليميا سينهك أمريكا وحلف الناتو بعيدا عن الأزمة الأوكرانية وتخفيف التوترات في بحر الصين الجنوبي.

أضف تعليق