لا يمكن رؤية المشهد الراهن فى المنطقة إلا بصفة واحدة نشر العبثية والفوضى والقرارات المتخبطة للولايات المتحدة الأمريكية وهل يعقل أن التعامل مع المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة يستدعي نشر أساطيل بحرية وحشود عسكرية أمريكية فى البر والجو وزيارات مكثفة لكبار مسئوليها للحرب على غزة.
أما أن الهدف الأكبر هو السيطرة على الممرات المائية لصالح الدول الكبرى و إسرائيل والطلب من دول المنطقة دعمها ومساعدتها فى تنفيذ ما تريد، نحن أمام مرحلة لا يمكن وصفها بالتحدي بل هي معركة وجودية ينتصر القوى فقط الذي يمتلك المال والسلاح وفى المقابل دول تمتلك العقول والرجال والدفاع عن الأرض مهما كانت النتائج وأعتقد أن النصر سيكون حليف الأخيرة لأسباب كثيرة من بينها أن القتال والحروب تحتاج إلى عنصر غائب لدى الدول الكبرى.
وهو الإيمان بعدالة الحقوق والعقيدة للمقاتل الذي يدافع عن وجوده على أرضه أمام هجمة غربية تسعى لإعادة احتلال دول العالم الثالث بطرق مختلفة وذرائع باتت مكشوفة للجميع وبكل تأكيد نحن بالفعل أمام تجارب واشنطن لسيناريوهات عدة للسيطرة والهيمنة كلما فشلت خطة قامت بتكتيك جديد ربما يسعفها فى تحقيق أهدافها وهناك دول مطلة على البحر الأحمر قادرة على الحماية والتأمين وهي مصر والسعودية وإريتريا واليمن.
وخلال العقود الماضية كان الحديث حول تنسيق بين هذه الدول لحماية الممر المائي فى البحر الأحمر ومخاطر القرصنة ولم تعد هذه القضية ضمن بنود الأولوية ثم أصبحت من أولويات الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت مؤخرا على لسان وزير دفاعها لويد أوستن الذي يتواجد بشكل مكثف فى المنطقة تحت مبرر دعم إسرائيل فى حربها على غزة ولكن بالتدريج الحقائق تتكشف من خلال هذا الإعلان الأمريكي الغريب بإنشاء عملية "حارس الرخاء" وهي مبادرة أمنية جديدة مهمة متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، التي تركز على الأمن فى البحر الأحمر"، بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع الدول وتعزيز الأمن والرخاء الإقليميين.
الملفت أن وزير الدفاع الأمريكي مفترض أن تهدف زيارته إلى محاولات لوقف العمليات العسكرية بعد الضغط الدولي والشعبي والقرارات الدولية، التي تطالب بوقف فوري للحرب لكن يبدو أن المنطقة ستدخل فى معارك عدة لتحقيق أهداف واشنطن وتل أبيب وفقط حتى ولو على حساب شعوب كل الدول العربية مجتمعة، وللتوضيح أكثر أعلنت جماعة أنصار الله فى صنعاء أن الممرات الملاحية فى البحرين الأحمر والعربي بأمان ولا خطر على سفن أي دولة باستثناء السفن الإسرائيلية". وهنا لابد من وقفة ومراجعة من الدول المطلة على البحر الأحمر للإعلان عن محاذير ومخاطر الصدام البحري بهذه الطريقة وأن البحر يجب أن يكون خير ورخاء وليس غواصات وأساطيل حربية وسفن عسكرية.