الأجانب في مصر بين الواقع والشاشة

الأجانب في مصر بين الواقع والشاشةمحمد رفعت

الرأى24-12-2023 | 16:42

تتحدث الأرقام المعلنة عن وجود أكثر من 10 ملايين مواطن عربى وأجنبى يعيشون فى مصر الآن، مثلهم مثل المصريين ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، والحقيقة أن هذه الحفاوة المصرية وحسن الضيافة والتعامل مع كل الجنسيات والألوان بسماحة وترحاب ليست أمراً جديدًا أو غريبًا علينا.

وقد ساعد اتجاه العديد من أبناء الجنسيات الأجنبية التى كانت تعيش فى مصر، فيما يعرف بالزمن الجميل، للاشتغال بالفن، فى تقبل المصريين فى ذلك الوقت لقبول الآخر بدون عقد أو حساسيات، وقامت نهضتنا الفنية والثقافية والصحفية على يد كثير من هؤلاء الأجانب سواء كانوا من أصول عربية أو غربية.

ولا يمكن أن ننسى شخصيات مثل يعقوب صنوع «أبو نضارة» فى المسرح والصحافة، و نجيب الريحاني فى المسرح والسينما، واستيفان روستى، وعائلة «مراد» وعميدها الموسيقار زكى مراد، وابنته قيثارة الشرق ليلى مراد، والملحن العبقرى منير مراد، وهى عائلة يهودية من أصول شامية، ومن نجمات السينما فى ذلك الوقت ليلى فوزى وهى أرمنية، وكذلك مريم فخر الدين، وهى مصرية الأم ومن أب مجرى، والممثلة كاميليا، والراقصة الممثلة نيللى مظلوم، وبنات عائلة «آرتين» الفنانة الاستعراضية نيللى، ولبلبة، والطفلة المعجزة فيروز.

كل هؤلاء ساهموا بالعمل فى الأعمال الفنية المصرية وذابوا تمامًا فى التركيبة الاجتماعية، ولم يعد أحد يذكر أصولهم الأجنبية أو يتحدث عنها، وذلك رغم نزعة التهكم والسخرية التى تعاملت بها السينما مع الأجانب المقيمين فى مصر خلال سنواتها الأولى، وإن لم يكن يشوبها أى درجة من درجات الكراهية أو التعصب، فى نفس الوقت الذى لم تكن تخلو فيه من انتقاد بعض الصفات التى اشتهرت بها بعض الشخصيات العرقية، مثل شخصية اليهودى البخيل، أو البواب البربرى كثير الكلام، لكن هذه النظرة تغيرت كثيرًا بعد قيام ثورة يوليو.

وغلب على الأفلام القليلة التى تعرضت لشخصية الأجنبى بعد الثورة، النظرة الهجومية المتشككة والاتهامات بالعمالة للاستعمار وأعوانه، وتصوير الأجانب على أنهم طابور خامس يريد القضاء على مكتسبات الثورة واستعادة حكم الملكية، وحاولت السينما تشويه تاريخ أسرة محمد على التى حكمت مصر لسنوات طويلة، وخصوصًا الملك فاروق آخر ملوك مصر.

وحرصت السينما على التجاهل التام لأى إنجازات أو إيجابيات لأسرة محمد على المعروف بأنه باعث نهضة مصر الحديثة، وأحد خلفائه وهو الخديو إسماعيل، الذى أنشأ الأوبرا وواصل تحديث مصر رغم ما أثقل به كاهلنا من ديون، وصورت الأعمال الفنية التى تناولت تلك المرحلة من تاريخ مصر، وكأنما لم يكن فيها سوى الإقطاع و«الكرباج» واضطهاد الفلاحين والتعبير التركى «أدب سيس .. ولد خرسيس».

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2