خلق الله الإنسان ليعمر الأرض ويصلح فيها ويعبد الله حق العبادة، لذلك كان يرسل الله تعالى أنبيائه ورسله لكي يذكرون الناس من حين إلى أخر بالخالق وحقه في العبادة وطريقتها وخصائصها،.
وفرض الله على المسلمين عبادته والتوحيد به عن طريق فرض أركان الإسلام الخمس التي يستطيع المسلم عبادة الله من خلالها، كما أعطاهم الفرضة لزيادة الثواب من خلال بعض الأعمال المحببة والتي ليست فرض على العباد ولكنها تقرب من الله كالنوافل والسنن النبوية والأعمال الصالحة حيث قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
وفرض الله تعالى العبادة من أجل الإنسان نفسه فسبحانه غني عن العالمين، حيث يساعد التقرب من الله على الشعور بصافي القلب وراحة النفس، وتجعله يشعر بالرضا، كما أن القرب من الله يجعل الإنسان يبتعد عن المعاصي والذنوب، ويجعله يسعى لفعل الخير فروح الإنسان غذائها الطاعة ومناجاة الله، مما ينشر الخير بين الفرد والمجتمع ليتحول إلى مجتمع صالح وانتشار الفضائل والقيم الحميدة، حيث قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ).
وفى هذا الصدد قال الشيخ محمود ربيع، الباحث بجامعة الأزهر الشريف: إن العبادة مفهومها واسع، فالله تعالى قد نوّع من العبادات، والنبي قال في الحديث الشريف (إن الرجل ليبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم).
وأشار ربيع: أن العبادة ليست مصحفًا وسجادة، وإنما العبادة هي روحية وهي أمر قلبي، لقول الله تعالى: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ).
واستشهد ربيع بقول النبي في الحديث الشريف (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).