أعجبتني بشدة الزيارة المفاجئة التي قام بها د. رضا حجازي وزير التربية والتعليم مؤخرًا وبالتحديد الأسبوع الماضي لمدرستين، أحدهما إبتدائية بحي الأسمرات بالقاهرة، والأخري إعدادية بالعمرانية بالجيزة لمتابعة انتظام العملية التعليمية.. من حضور التلاميذ والمعلمين والشرح بالحصص إلي نظافة المدرسة، حيث فوجئ مديري المدرستين بأن الوزير فوق راسهم.
وأكثر ما أعجبني في هذه الزيارة المفاجئة دخول الوزير أحد الفصول وجلوسه علي "تختة" بجوار أحد التلاميذ أثناء حصة لمراجعة العلوم للصف الثاني الإعدادي ومتابعته للمعلم وهو يشرح الدرس، ثم إجرائه حوارًا مع الطلاب للتأكد من استفادتهم من شرح المعلم.. وهي لفتة جميلة.
والأجمل ما أعلنه الوزير خلال الزيارة المفاجئة عن قيامه بجولات مفاجئة أخري لمختلف المدارس علي مستوي الجمهورية الأيام القادمة.. وهو نهج نشجعه.. كنا قد افتقدناه في الفترة الأخيرة.
فما قام به "حجازي" ذكرني بما كان يفعله د. حسين كامل بهاء الدين عندما كان وزيرًا للتعليم في أوائل التسعينات، فكان ينتهج هذا النهج بالقيام بجولات مفاجئة للمداس من شرق الجمهورية إلي غربها.. فمرة يفاجأ مدارس الإسكندرية ومرة أخري أسوان ومرة مطروح ومرة مدارس الغربية، وهكذا، مما كان يجعل مديري المدارس يضعون أيديهم علي قلوبهم تحسبًا لزيارات بهاء الدين المفاجئة.
عمومًا.. ما قام به حجازي مؤخرًا من يستحق عليه الثناء، ونطالب به كل مسئول في مجاله بالمتابعة الميدانية للعمل وعدم الاكتفاء بالمتابعة من داخل المكاتب المكيفة والأبواب المغلقة، لأنه سيحدث فرقا نوعيا في العمل.
فالدكتور رضا حجازي رجل تربوي، عمل مدرسا للعلوم لفترة تزيد عن 10 سنوات بإحدي مدارس المنصورة قبل أن يندرج في المناصب ويصل وزيرًا للتربية والتعليم وبالتالي فإنه علي دراية بعمل المدارس ويعرف مدي أهمية المتابعة الميدانية لها.
وإن كنت أتمني في جولات الوزير المفاجئة القادمة عدم قصرها علي المدارس الإبتدائية والإعدادية بل وامتدادها للمدارس الثانوية هي الأخري، وأيضا عدم قصرها علي متابعة العملية التعليمية فقط، بل وامتدادها أيضا لمتابعة الأنشطة التربوية هي الأخري كمحاولة لإعادة المدارس لسابق عهدها كمؤسسة تعليمية تقدم تعليمًا يجذب الطلاب، وهي خطوة لضرب الدروس الخصوصية التي أنهكت ميزانية الأسر المصرية.
وياريت يحزو مديري المديريات التعليمية (وكلاء الوزارة) حزو الوزير هم الآخرين بالقيام ب جولات مفاجئة للمدارس بدلاً من الجلوس في المكاتب المكيفة والاكتفاء "بالفرجة" علي الوزير لأن إيد واحدة لا تصفق.