كل عام وأنتم كما تتمنون

كل عام وأنتم كما تتمنونعاطف عبد الغني

الرأى31-12-2023 | 15:56

يقترب عام 2023 من نهايته، حاملاً معه أذيال انتكاسة أخري للعرب، تضاف إلي سلسلة الانتكاسات الموزعة علي الخارطة الممتدة من الخليج إلي المحيط.

ينتهي عام في عمر الزمان، دون وعد بانتهاء أقسي وأصعب محنة تمر بالأشقاء الفلسطينيين ، في غزة و الضفة الغربية ، ورام الله ، وجنين، والخليل ، وطولكرم ، وكل البلدات والقري في فلسطين المحتلة، التي تتعرض لحرب بربرية متوحشة، من محتل غاشم، قاتل ل لحياة، تدعمه أنظمة وحكومات غربية هي بمثابة شريك متواطئ وداعم في العدوان.

ينتهي عام 2023 ولا تنتهي خارطة الحريق الكبير، المشتعل في السودان، الوطن الذي تتخطفه غربان الشؤم، المتقاتل علي هوية أمة تبحث عن غدها المفقود.

يمر عام 2023 علي سوريا المثقلة بالجراح، وكرات اللهب الهابطة من السماء بفعل غارات الجو الإسرائيلية تدك أطرافها وعمقها، والاستعمار الغربي والإسلامي، التركي والإيراني، جاثم علي صدر السوريين، من تبقي منهم ولم يتشتت في المنافي، وترك وطنه للغرباء ينهشون في لحمه، ويسرقون خيراته، ويقطعون أوصاله من أراضيه، ويوزعونها غنائم علي أنفسهم، ولا تغيب دمشق وحلب وإدلب عن البال، متمنين لها السلامة.

يمر عام علي ليبيا التي تقبض علي وحدة وطن تتنازعه دعوات التقسيم وصراعات السلطة والثروة، ويتوزع الوطن بين بنغازي وطرابلس الغرب.

ولا انتهاء بلبنان الذي يحتضر، واليمن "السعيد" بغفلتــه التي طالــت، والعراق الذي لا يكاد يتعافي حتي تضربه النوائب، ولا انتهاء بالمطبعين، المهرولين نحو حضن العدو، الساعين إلي حتفهم بظلفهم.

يمر العام تاركًا أثر جرح عميقًا، وطعنة خنجر في جسد مثقل بالجراح، مخلفًا ذكري زلزال انطلق من ساعة صفر يوم 7 أكتوبر الماضي، ليضرب أركان وقواعد كيان مستأسد علي الضعفاء، معتد، غاصب، متكبر، كيان زلزله طوفان الثأر للأقصي فأغرق كرامة العصابة التي تحرسه في الوحل، وكشف عورتها، وأصاب مجرميها بالجنون، فأظهروا قساوة قلوب فاقت صلابة الحجر، وراحوا يرتكبون أبشع جرائم الإبادة التي عرفتها البشرية في حديث عهدها، ففاقوا "النازيــة" و"الفاشـــية" و"الستالينية"، وكل الأنظمة البربرية التي استلهموها وطبعوها بطبعتهم اليهودية، وأدخلونا في حرب تهدد الوجود إذا تجاوزت الحدود.

وفيما يمضي عداد الأيام في العد العكسي حتي يعلن نهاية العام، يستمر عدّاد الضحايا في غزة وسائر فلسطين يرتفع في جنون، ويتوقف نبض الأمل تحت وطأة ضربات الألم ويشتد الوجع.. ولا رجاء إلا في رحمة الله سبحانه وتعالي أن تتغمدنا.. كل عام وأنتم كما تتمنون.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2