الحل الأخلاقي " اللا أخلاقي "

الحل الأخلاقي " اللا أخلاقي "سعيد صلاح

الرأى31-12-2023 | 16:17

لا تزال النوايا الشيطانية موجودة في الصدور "كامنة"، وما زالت الخطط والمؤامرات تحاك بليل أسود غابر من أجل الإيقاع بمصر في شرك عظيم.

يواصل مندوبو الشيطان ووكلاؤه علي الأرض جهودهم من أجل أن يتم تنفيذ مخططهم الهادف إلي تصفية قضية العرب والمسلمين الأولي " القضية الفلسطينية " وإنهاء وجودها للأبد، وهذه المرة عبر "خطة" لا يليق بها الانتساب إلي فعل الأبالسة فقط، وإنما هي بالفعل من صنع إبليس نفسه، تُكتب حروف سطورها كل يوم بدم عشرات من شهداء فلسطين الأطهار الذين يسقطون كل يوم في معركة البقاء والدفاع عن الأمة وشرفها.

الفعل الشيطاني مستمر نحو الدفع ب الفلسطينيين إلي الضغط علي مصر والأردن ودول الجوار ليقبلوا بفتح حدودهم واستقبال الفلسطينيين الفارين من جحيم الأبالسة المصبوب صبا علي رؤسهم كل ساعة، أمريكا تساند وتستمر في المساندة العمياء والمطلقة لآلة القتل الإسرائيلية من أجل تنفيذ هذه الخطة وإجبار الجميع علي قبولها.

وزيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلي القاهرة يوم الخميس الماضي إنما كانت تحمل في طياتها دلالات ورسائل تشير إلي أن هذا المخطط لا يزال قيد التنفيذ مع سبق الإصرار والترصد، لذلك حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، علي تأكيد رفضهما التام لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم أو نزوحهم داخليا.

وشددًا علي أن الحل الوحيد الذي يجب أن يدفع المجتمع الدولي نحو تنفيذه هو الوقف الفوري لإطلاق النار ، ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات والأحجام والسرعة اللازمة التي تحدث فارقا حقيقيا في التخفيف من معاناة أهالي القطاع مع الدفع الجاد نحو مسار سياسي للتسوية العادلة والشاملة يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 4 يونيو 1967.

هذه الخطة الشيطانية التي كان يقال عنها سرية، ونشرت بعض تفاصيلها صحيفة " إسرائيل هيوم" وتناولتها بعض الصحف العالمية، يروج لتنفيذها عضو مجلس نواب أمريكي اسمه "جوي ويلسون"، بحجة أنها خطة تستهدف حماية المدنيين-شفت مسخرة أكتر من كده -، ويقول مروجوها إن إسرائيل بهذه الخطة تسعي إلي تجنب إيذاء المدنيين، لكن حماس لا تسمح للاجئين بالمغادرة، ومصر لا توافق علي فتح حدودها، مؤكدة - أقصد الخطة الأمريكية الإسرائيلية - أن "الحل الأخلاقي الوحيد هو ضمان أن تفتح مصر حدودها، وتسمح بدخول اللاجئين".

ولم تنته المسخرة في هذه الخطة عند هذا الحد، بل تقترح الخطة أن يتم تخصيص مليار دولار من المساعدات الخارجية لمصلحة اللاجئين من غزة الذين سيسمح لهم بدخول مصر، ومصر لن تكون الدولة الوحيدة التي يجب عليها استقبال اللاجئين الغزيين بل العراق، واليمن، و تركيا أيضا، والأردن سوف تستقبل - وفق الخطة - سكان الضفة مقابل نحو مليار دولار من المساعدات الخارجية الأمريكية.

وتوزع الخطة سكان غزة كالتالي: مليون يتم تهجيرهم إلي مصر (ما يعادل 0.9% من إجمالي السكان في مصر"، ونصف مليون يتم تهجيرهم إلي تركيا (ما يعادل 0.6% من الأتراك" وربع مليون حوالي 250 ألفا يتم تهجيرهم إليالعراق (ما يعادل 0.6% من العراقيين"وربع مليون حوالي 250 ألفا يتم تهجيرهم إلي اليمن (ما يعادل 0.75% من اليمنيين".

كما نري فإن الأبالسة يخططون ويحاولون تنفيذ ما يخططون له بأي ثمن، وكأن لا أحد هناك، الأمر الذي يتطلب من الدولة المصرية موقفا في غاية الحسم، ومن الشعب المصري تماسكا صلبا لا يلين، لإفشال هذا المخطط وصون الأرض والعرض مهما كلفنا ذلك من ثمن.

حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن

أضف تعليق