نجوم الغناء و" فتح الصدر "!

نجوم الغناء و" فتح الصدر "!محمد رفعت

الرأى31-12-2023 | 17:06

في مذكراته الخاصة، كتب موسيقار الأجيال الموسيقار محمد عبد الوهاب أن المخرج الكبير محمد كريم، هو الذي نصحه بأن يظهر ونصفه العلوي عارياً في مشهد الاستحمام ضمن أحداث فيلم "رصاصة في القلب"، والذي يغني فيه "الميه تروي العطشان"، حتي يري الجمهور شعر صدره، وتتبدل صورة المطرب المخنث التي بدأت تنطبع عنه عند العامة والخاصة!

وقد سار بعدها فنانون كثيرون علي نفس النهج ، ومن أشهرهم فتي الشاشة الشقي أحمد رمزي ، والذي أحرجته المذيعة اللامعة ليلي رستم بسؤال علي الهواء في برنامجها "نجمي المفضل"، عن سر إصراره علي فتح زراير القميص حتي يظهر شعره الكثيف، وهو نفس ما فعله المطرب تامر حسني في بدايات ظهوره، لدرجة أن البعض أسماه شعر الصدر حسني، والبعض الآخر أسس جروب علي "الفيس بوك" يطالب فيه بحلاقة شعر صدر تامر حسني !

ويبدو أن محاولات بعض النجوم لترسيخ هذه الصورة الذكورية في عيون وأذهان الجمهور، لم تقتصر فقط علي استعراض شعر الصدر والعضلات لدي الفنانين الذين يواظبون علي ممارسة الرياضة وتدريبات "البادي بيلدينج"، ولكنها امتدت إلي الأعمال الفنية التي يقدمونها ويمثلون من خلالها أدوار "شجيع السيما" الذي يضرب بشراسة وعنف ويقفز الحواجز، وينافس "رامبو" و"فاندام"، كما يفعل تامر حسني وحمادة هلال ومصطفي قمر وخالد سليم في أفلامهم!

والحقيقة أن تلك العقدة لم تكن موجودة علي الإطلاق عند نجوم و مطربي الزمن الجميل ، وخاصة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي كان حريصاً علي تثبيت صورة الشاب الرومانسي الرقيق الهزيل في معظم أفلامه، وكذلك الموسيقار العبقري محمد فوزي، والذي كان معروفاً بأنه معشوق النساء وكان يظهر في أفلامه كرسام و طيار ومطرب، ولكنه كان لا يخجل أيضاً من أن يتلقي الضرب في الأفلام ولا يهتم بأن يظهر وكأنه ينافس وحش الشاشة.

وعلي النقيض من محاولات بعض النجوم لإظهار مظاهر رجولتهم أمام جماهيرهم، فقد تعرض فنانون آخرون لحملات انتقادات عنيفة علي مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما يري فيه نشطاء "السوشيال ميديا" أنه سمات أنثوية وتشبه بالنساء، مثل الحملات التي استهدفت المطرب عمرو دياب والسيناريست تامر حبيب، بسبب ارتداء أقراط للأذن في بعض الصور.

وكذلك النقد الشديد الذي تعرض له المطرب مدحت صالح منذ سنوات بسبب ارتدائه لملابس سيدة في أحد مشاهد مسرحية "حزمني يا" مع الفنان شريف منير ، وهو ما اعتبره بعض النقاد والجمهور تصرفاً لا يليق بمطرب عاطفي، حتي ولو كان مشهداً تمثيلياً.

ورغم أنها ليست من مظاهر الأنوثة، إلا أن الفنان أحمد فاروق الفيشاوي قد تعرض هو الآخر للهجوم بسبب "الوشوم" التي يعشقها ويصر عليها!

ويبدو أن الأجهزة الحديثة التي تجمل الأصوات وتخفي عيوبها، قد جعلت المظاهر والقدرة علي الترويج والدعاية أهم بكثير من الموهبة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2