في ذكري ميلاد صاحبة النظارة السوداء .. أسرار لا تعرفها عن نادية لطفي

في ذكري ميلاد صاحبة النظارة السوداء .. أسرار لا تعرفها عن نادية لطفينادية لطفي

ثقافة وفنون3-1-2024 | 11:48

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة نادية لطفي، التي ولدت في 3 يناير 1937، واشتهرت بالعديد من الألقاب أبرزها "صاحبة النظارة السوداء" نسبة إلى فيلمها الشهير "النظارة السوداء" الصادر عام 1963، عن رواية للأديب إحسان عبدالقدوس.

اسمها الحقيقي، بولا محمد شفيق، ولدت في حي عابدين في القاهرة، لأبوين مصريين، ووالدتها فاطمة من محافظة الشرقية، وذلك حسبما أوضحت في لقائها مع الإعلامي أسامة كمال، وليست بولندية كما أُشيع سابقًا.

تحدثت نادية لطفي عن التحاقها بمدرسة نوتردام الفرنسية، التي التحقت بعدد مختلف من فروعها نظراً لتنقلها من سكن إلى آخر في فترة طفولتها، درس لها عدد من الراهبات اللاتي أحبتهن وأحبت مدرستها بشدة.

وانتقلت بعد ذلك للدراسة بالمدرسة الألمانية، ووجدت بالطبع صعوبة في البداية للانتقال من اللغة الفرنسية إلى اللغة الألمانية، التي درس لها بها مرة أخرى عدد من الراهبات اللاتي تتذكرهن بحزمهن وشدتهن.

وتحدثت عن ضعف دراسة اللغة العربية في المدارس التي التحقت بها، لكنها نمت لغتها عن طريق قراءاتها، كما ساعدها والدها عن طريق قراءة عدد من الروايات لها ومناقشتها فيها، وهو ما فتَّح إدراكها بشكل عام وساهم في حبها الشديد للغة العربية، التي عشقتها بعد ذلك كما تذكر، أما والدتها، فتتذكرها بحزمها الشديد الذي ثارت عليه كثيراً، ولكنها أدركت فضل هذا الحزم عليها فيما بعد.

بداية نادية لطفي الفنية
دخلت الفنانة نادية لطفي إلى مجال الفن بالصدفة، فقد كان والدها صديقًا للمنتج السينمائي جان خوري، وكثيرًا ما كانت "بولا" تذهب لزيارة مواقع التصوير، وشاء القدر أن تقابل المخرج رمسيس نجيب في حفل عيد ميلاد بمنزل جان خوري، وعرض عليها التمثيل في أحد أفلامه، وبذلك حصلت نادية لطفي على أول أدوارها في فيلم (سلطان) مع النجم (فريد شوقي) عام 1958.

اختار لها المخرج رمسيس نجيب، الاسم الفني نادية لطفي اقتباسًا من شخصية فاتن حمامة «نادية»، في فيلم (لا أنام) للكاتب إحسان عبدالقدوس.

كانت ثاني تجاربها الفنية فيلم (حب للأبد) للمخرج يوسف شاهين، وقد لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً، وحاز على عدة جوائز، واستمرت مسيرتها الفنية بعد ذلك، وشاركت بالتمثيل في عدة أفلام مثل “عمالقة البحار”، و”النظارة السوداء”، و”سبع بنات”، و”الخطايا”، و”قاع المدينة”، و”السمان والخريف”، و”غدا تبدأ الحياة”، و”المومياء”، و”رجال بلا ملامح”، و”السجين، و”رحلة داخل امرأة”، و”زهور برية”، و”حنين”، وقد ذكرت فضل فيلم “الخطايا” في توسيع قاعدتها الجماهيرية، تحدثت كذلك عن تجربتها في العمل بفيلم “الناصر صلاح الدين،” الذي فتح أمامها موضوعات التاريخ والاستعمار والمقاومة.

أنشطة نادية لطفي المختلفة
خلال مسيرة الفنانة نادية لطفي، كان لها عدد من الأنشطة الأخرى إلى جانب التمثيل السينمائي، مثل قيامها بكتابة وتحرير باب في مجلة (الموعد) بفضل رئيس تحريرها بديع سربيه، كما شاركت في مسرحية (بمبة كشر) للمخرج حسين كمال في عام 1968، وكانت عضوة في لجنة وزارة الثقافة للسينما، وفي القطاع السينمائي بوزارة الصناعة.

وكان من أهم أنشطتها هو نشاطها إبان حربي 1967 و1973، في لجنة الفن في الهلال الأحمر ومستشفى القصر العيني، حيث شاركت الفنانات تحية كاريوكا، وليلي مراد، وزوزو ماضي، وزينب صدقي، وغيرهن، في قطار الرحمة الذي كان يذهب إلى مختلف المحافظات بهدف جمع الأموال للجيش والهلال الأحمر أثناء فترات الحروب.

كما قامت "نادية" بعمل بزيارات للجبهة خلال فترة حرب الاستنزاف، ضمن مجموعة من الفنانين والأدباء والرسامين والمطربين، للعمل كحلقة وصل بين المجتمع المدني والجبهة.

كذلك كان لها دور في حرب 1973، حيث أقامت بمستشفى القصر العيني لمدة شهر، إلى جانب مجموعة ضمت سعيد السحار، وسعد وهبة، وقيامهم بإعداد مكتبة للأفلام في العنابر المختلفة، وكذلك تقديم المشاركات العينية والوجدانية.

ويرجع حبها للعمل التطوعي إلى جدتها، التي كانت عضوة في “مبرة محمد علي”، ووالدتها التي كانت معطاءة بصفة عامة.

شاركت في الإخراج الفني والإنتاج لبعض الأفلام التسجيلية، مثل الفيلم التسجيلي عن دير سانت كاترين مع المخرجة نبيهة لطفي، والمونتير كمال أبو العلا، وموسيقى منى غنيم، وقد استعانت في الفيلم بكورال العابدية، كما استعانت بالفنانة سميحة أيوب للقيام بالسرد، وهي التجربة التي كانت سعيدة بها بشدة واعتبرتها مثل (السوليتير) بالنسبة لها، وكانت مدة الفيلم 25 دقيقة، وحاولت فيه إثبات انتماء منطقة سيناء للثقافة المصرية عن طريق المخطوطات.

وكان ذلك في عام 1979، وقامت بإرسال نسخة من الفيلم إلى الفاتيكان، وتلقت من الفاتيكان شهادة تقدير لدقة العمل الفني والبحث العلمي، الذي تولى مسئوليته كل من دكتور لويس عوض ودكتور باجور والأنبا جريجوريوس، وكانت ميزانية الفيلم 36 ألف جنيهاً، والتي تعتبر ميزانية ضخمة جداً آنذاك مقارنة بميزانيات الأفلام التسجيلية التي لم تكن عادة تتجاوز الـ 6000 جنيهاً على حد قولها.

حياتها العاطفية
تزوجت الفنانة نادية لطفي أكثر من مرة أولها عادل البشري في سن صغير ولكن هجرته إلى أستراليا أثرت على علاقتهم فطلبت الطلاق ولها منه ولد وحيد.

أما زواجها الثاني فكان من المهندس إبراهيم صادق شقيق زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، استمر هذا الزواج لست سنوات.

جاءت زيجة نادية لطفي الأخيرة من المصور محمد صبري فقد جمعتها به الصدفة خلال تصوير فيلم سانت كاترين، وتزوجا في فترة قصيرة لكن زواجهما لم يستمر لفترة طويلة.

وفاتها
رحلت نادية لطفي عن عالمنا في 4 فبراير عام 2020 إثر تدهور حالتها الصحية، إثر إصابتها بنزلة شعبية حادة أدت إلى فقدان وعيها ودخولها العناية المركزة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2