القمص موسى إبراهيم : قانون بناء الكنائس نقلة تاريخية

القمص موسى إبراهيم : قانون بناء الكنائس نقلة تاريخيةالقمص موسى إبراهيم

« كاتدرائية ميلاد المسيح رسالة كبرى للعالم والمصريين، وسمة من سمات الجمهورية الجديدة ».. هذا ما أكده القمص موسى إبراهيم ، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة فى حواره مع مجلة أكتوبر بمناسبة عيد الميلاد الجديد ، مشيراً إلى أن مجئ الرئيس السيسي للقداس لتهنئة الأقباط بعيدهم له فرحة خاصة تتجدد كل عام.

مؤكداً على أن قانون بناء الكنائس نقلة تاريخية، مشدداً على أنه أحد إنجازات الرئيس السيسي للأقباط، مقدما التهنئة لمصر على انتخاب السيسي لفترة رئاسية جديدة، معرباً عن أمانيه استكمال الإنجازات فى عام 2024، والذى يرى أنه سوف يشهد تطورا ونموا لمصر على كافة المستويات.

وأشار القمص موسى إلى أن قانون الأحوال الشخصية مازال تحت الدراسة، مؤكداً أن البابا تواضروس يرى أن الأسرة الصالحة هى النواة الأولى للمجتمع والكنيسة، وأن البابا يعمل على خلق جيل جديد من الشباب يقود الكنيسة، وأن يكون شباب المهجر سفراء فاعلين لمصر فى البلدان التى يعيشون فيها.

ونحن فى مستهل عام جديد .. ونحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح.. ماذا تقول بهذه المناسبة؟.

أقول إن العيد يأتى كل عام لكى يجدد فى داخلنا العديد من المعانى الإيجابية السامية.. مفهوم العيد فى المسيحية، هو إحياء لرسالة الإنسان على الأرض، وتجديد للعهد فى العلاقة مع الله .. وهو أيضاً تطلع إلى السماء التى سوف نذهب إليها إن طال العمر أو قصر..

العيد يعيد الإنسان إلى إنسانيته.. أيضاً على المستوى الاجتماعي.. فى العيد نتبادل التهاني، الزيارات، الهدايا، الكلمات الطيبة، والأفعال الحسنة. وعلى سبيل المثال فى العيد نتذكر المحتاجين بكل أنواع الاحتياج ونهتم بأن نسد احتياجاتهم.

يأتى الاحتفال بميلاد المسيح هذا العام، والعالم يشهد عددا من الصراعات الكبرى.. مثل الحرب الروسية الأوكرانية.. والعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى غزة.. كيف ترى هذا؟ وما هى الرسالة التى يجب أن يستمدها العالم من ميلاد المسيح ملك السلام؟

أرى هذه الأحداث على أنها صراع الإنسان مع أخيه الإنسان.. هذا الصراع الإنسانى الذى لم يخلو التاريخ منه فى أى زمن.. وهو الذى يكشف الإنسان الخّير.. وهؤلاء الذين اختاروا طريق الشر.. هذه الحروب والصراعات أحدى الصور المتكررة عبر تاريخ الإنسان.. نتذكر حينما لم يكن فى العالم سوى ابنى آدم وحواء (قابيل وهابيل)، قام أحدهما على الأخر وقتله.. ويبدو أنهما كانا يقدمان صورة لمستقبل الإنسان فى سياق الصراع ..

أما فى المقابل فإن الرسالة التى يقدمها ميلاد المسيح هى أنه بينما يتصارع الإنسان فى العالم .. يعلن الله عن مشيئته نحو الإنسانية وهى ليست فقط أن يتصالح الإنسان مع أخيه الإنسان.. بل بالأكثر أن يتصالح الإنسان مع الله .. وعندما تتم هذه المصالحة بين الإنسان والله، لا يستطيع الإنسان أن يدخل فى صراع مع أخيه إنما بالعكس حينئذ يبذل الإنسان نفسه لأجل أخيه لا أن يتصارع معه.

العيد 7 أم 8 يناير

لماذا تحتفل الكنائس الشرقية بعيد الميلاد يوم 7 يناير.. فى حين تحتفل مثيلاتها فى الغرب بالعيد فى 25 ديسمبر؟

قصة توقيت الاحتفال بعيد الميلاد ما بين 25 ديسمبر و7 يناير .. موضوع مرتبط بالتقاويم.. وهذا معروف تاريخيا.. ولكنى أود أن أؤكد أن حسابات التقويم القبطى شديدة الدقة، ويرتبط فيها تحديد يوم عيد الميلاد فى الكنيسة القبطية ببقية الأعياد التى نطلق عليها الأعياد السيدية، وهى الأعياد الخاصة بالسيد المسيح.. وهى أعياد الكنيسة الرئيسية.. وبالتالى تحديد موعد عيد الميلاد يتم بدقة ومرتبط ببقية المواسم والأعياد التى نحتفل فيها بالسيد المسيح..

هذا العام أيضا يأتى يوم 29 كيهك (عيد الميلاد طبقا للتقويم القبطي) يوم 8 يناير.. فهل العيد يوم 7 أم 8 يناير؟

بالفعل فى هذا العام - وهو أمر يحدث كل 4 سنوات - تحتفل الكنيسة فى السنوات الكبيسة بعيد الميلاد يومى 28، 29 كيهك الموافقين 7 ، 8 يناير فى الشهور الميلادية.. والسبب أن الكنيسة من البداية حددت ما تسميه بفترة «الحمل الألهي» - أى الفترة التى حملت فيها السيدة العذراء مريم بالسيد المسيح جنينا فى بطنها - حددتها طقسيا بـ 275 يوماً، تبدأ من يوم 29 برمهات الذى يوافق 19 مارس، وهو عيد البشارة الذى يوافق بشارة الملاك للسيدة العذراء، بأنها ستحمل وتلد السيد المسيح، وحتى موعد الميلاد الذى حددته الكنيسة طقسيا بيوم 29 كيهك فى السنوات العادية غير الكبيسة.. وسوف نجد أن هذه الفترة تبلغ 275 يومًا بالتمام.. ولكن مع وجود السنة القبطية الكبيسة والتى تسبق السنة الميلادية الكبيسة بعدة أشهر، يكون تمام الـ 275 يوماً يوم 28 كيهك وليس 29 كيهك، وعلى هذا تحتفل الكنيسة فى هذه السنة باليومين معا..

الرئيس السيسى هو أول رئيس يحضر القداس لتهنئة الأقباط بعيدهم.. كيف ترى هذه اللفتة من الرئيس؟

مجيء الرئيس السيسى إلى كاتدرائية ميلاد المسيح – وما تحمله هذه الكاتدرائية من رمزية وطنية تحمل معانى مهمة جداً، وهى سمة من سمات الجمهورية الجديدة – هذا المجيء له فرحة خاصة تتكرر كل عام، وكأنها تحدث للمرة الأولى، من صدق المشاعر وانتظار الأقباط للحظة إطلال الرئيس عليهم، وتهنئته لهم.. الرئيس السيسي يحب بلده.. ويحب كل المصريين (ومن بينهم الاقباط) من كل قلبه.. وهم شغله الشاغل.

و كاتدرائية ميلاد المسيح ليست مجرد كاتدرائية كبرى، وإنما هى رسالة كبرى للعالم وللمصريين، ولكل أحد فى يده أن يدعم حق الأقباط فى بناء كنائسهم.

نقلة تاريخية

بمناسبة بناء الكنائس.. شهد عهد الرئيس السيسي صدور قانون بناء الكنائس الذى أنهى الخط الهمايوني.. كيف ترى هذا القانون؟

لا شك أن قانون بناء الكنائس هو أحد إنجازات عهد الرئيس السيسي بالنسبة للأقباط ، وهى بمناسبة كثيرة جداً وكبيرة، وتحمل معنى يشى بإخلاص واضح وصادق من رأس الدولة للوطن مصر، وللمواطن المصري..

هذا القانون أحدث نقلة تاريخية فى موضوع بناء الكنائس، بعد أن عانت الكنيسة لقرون مما يسمى بالخط الهمايوني، الذى استغله أصحاب النفوس الضعيفة من المسئولين فى عصور سابقة لإذلال الأقباط، وحرمانهم من أقل الحقوق وهو حقهم فى ممارسة الصلوات والعبادة.. ليأتى قانون بناء الكنائس ليضيف عددا كبيرا من الكنائس، وييسر من عملية بنائها.. وإن كان إحقاقا للحق نقول إن التنفيذ على الأرض مازال يحتاج إلى قدر أعلى من الفهم لدى بعض صغار الموظفين، لأهداف القانون وما منحه من حقوق ينبغى ألا تنتقص..

كورسات المشورة

البابا تواضروس مهتم بالأسرة واستقرارها .. وهو أول من أسس كورسات المشورة للمقبلين على الزواج.. كيف ترى هذه الكورسات؟ وما هى أخر أخبار قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين؟

بالفعل البابا تواضروس يولى اهتماما خاصا بالأسرة من منطلق رؤية قداسته، أن الأسرة هى النواة الأولى للمجتمع الصالح، فإذا صحت حياة الأسرة، صحت حياة المجتمع والكنيسة.. ولذا جاء اهتمام البابا تواضروس بإلزام المقبلين على الزواج بالحصول على كورس فى المشورة الـأسرية.. وهذا الأمر يجرى فى كل الكنائس القبطية على مستوى مصر، وأيضًا الأمر لا يتوقف على هذا، إنما تأسس فى كثير من الكنائس ما يسمى باجتماع الأسرة، وهو اجتماع لم يكن موجودا من قبل، وهو أما أن يكون أسبوعيا فى بعض الكنائس، وشهريا فى كنائس أخرى، يتلقى خلالها المتزوجون - وحديثو الزواج بالذات - جرعات توعية من متخصصين فى مجال المشورة الأسرية.. استكمالا لما تلقوه فى كورس المشورة قبل الزواج..

أما بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية للأقباط فأظن أنه مازال تحت الدراسة، ولربما نسمع قريباً عن تحرك فى هذا القانون..

السوشيال ميديا

بعد حوالى 3 سنوات من توليك مسئولية المتحدث الرسمى لأكبر كنيسة فى المنطقة.. كيف تقيم العمل الإعلامي؟ وما هى إيجابياته وسلبياته التى شاهدتها؟

العمل الإعلامى فى عصر السوشيال ميديا، أصبح أكثر تأثيراً فى الإنسان والمجتمعات والدول.. نعلم جميعاً أن متخذى القرار - فى أكبر الدول وأصغرها - يتأثرون فى قرارتهم بالسوشيال ميديا، فى الماضى كان لدينا ما يسمى بالرأى العام، وكان له أهميته، رغم أن الرأى العام بالمعنى القديم كانت مصادر معلوماته قليلة جداً، لأنه لم تكن هناك مصادر متاحة، كما هو حادث حاليا، ولأننا كنا فى عصر «ثورة المعلومات»، وصرنا حاليا فى عصر «سطوة المعلومات»، وعدم وجود أية قيود على تدفق المعلومات، صار الرأى العام أكثر فهماً ووعياً، ولديه فرصة كبرى لأن يصل صوته إلى كل مكان وكل أحد وفى كل وقت.. وعلى هذا أصبح على العاملين فى المجال الإعلامى مسئولية كبيرة فيما يكتبون وينشرون..

هل أثرت وسائل التواصل الاجتماعى على الإعلام بصورته التقليدية.. وتسببت فى عزوف الجماهير عنه؟ وبرأيك هل يمكن الوثوق من الأخبار التى تنشر فى السوشيال ميديا؟

برأيى أن «الحقيقة والزيف»، «الأمانة والخداع».. حاضران بقوة على السوشيال ميديا، لذا أدعو كل من يقرأ أو يتابع هذه الوسائل أن يتأكد من صحة المعلومة.. وهذا التأكد مما نقرأه فى هذه الوسائل وما نتلقاه من معلومات وأخبار عبرها، يتطلب إعمال قدر قليل من العقل والمنطق، وهذا سوف يساعدنا على تبين صدق مانقرأه، وأيضاً لأن السوشيال ميديا أصبح لها مدى واسع من الانتشار ما يمكننا من مقارنة ما نقرأه فى صفحة ما على السوشيال ميديا، بما كتب فى نفس الموضوع على صفحة أخرى ومن جهات عديدة.. أيضاً هناك مصادر موثوقة ومعلومة نرجع إليها لنتأكد من صدق المعلومات، لأن من السلبيات المزعجة للسوشيال ميديا، هو أن يبنى الناس آراءهم بناء على معلومات خاطئة تبث وتنشر على وسائل التواصل الاجتماعى.

برأيك هل أصبح السوشيال ميديا بديلا للمؤسسات التربوية والدينية فى قيادة وتوجيه المجتمع خاصة الشباب؟

لا يمكن أبدًا أن تكون السوشيال ميديا بديلا عن المؤسسات التربوية والدينية.. سيظل دور هذه المؤسسات حاضراً وفاعلا وهى صمام الأمان لبناء جيل يصلح لأن يجعل المجتمع أكثر قوة وتطوراً ونموًا ويقود الأوطان.. ولكن هنا أود أن أشير إلى أن المؤسسات التربوية والدينية أصبح لديها تواجد كبير جدًا على وسائل التواصل الإجتماعى فهى عندما وجدت الشباب وكل المنتمين لها أصبحوا حاضرين على مواقع السوشيال ميديا، قررت هذه المؤسسات أو أغلبها أن عليها الذهاب إلى رعاياها هناك على السوشيال ميديا، فأصبح لها وجود قوى من خلال صفحات وقنوات وكل التطبيقات والأشكال التى استطاعت هذه المؤسسات أن تطل على المنتمين إليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعى..

وفى هذا السياق أدعو كل المؤسسات التربوية والدينية أن تزيد وتطور من لغة خطابها على السوشيال ميديا، بما يتماشى مع السوشيال ميديا لتصبح رسائلها أكثر تأثيراً.

نرى فى السنوات الأخيرة اهتمام الدولة والكنيسة بمؤتمرات الشباب.. كيف يمكن ربط شباب اليوم وخاصة فى المهجر بالوطن والكنيسة الأم؟

بصراحة عملية ربط الشباب بالوطن والكنيسة حدث لها تقدم كبير خلال السنوات القليلة الماضية، هذا بفضل إيمان الدولة المصرية إيماناً حقيقياً بأهمية الشباب فى الجمهورية الجديدة، وعلى هذا نجحت الدولة المصرية ولأول مرة أن تجعل الشباب يلتف حول الدولة وحول الفعاليات والكيانات التى أسستها الدولة لخدمة المجتمع والمواطن، وعلى هذا رأينا الشباب حاضر وبقوة ويعمل بكل حماس وغيرة وانتماء فى مبادرة حياة كريمة، وفى المبادرات الأخرى التى دشنتها الدولة، وأيضاً فى الأحزاب والتجمعات والكيانات الشبابية التى اهتمت بها، مثل الاتحادات الطلابية وغيرها، فأصبح للشباب ليس فقط مساحة، وإنما دور فاعل، مما خلق لديهم شكلا من أشكال الانتماء، وهنا أود أن أقول إن هذا الأمر تجلى بشكل يحسب للدولة فى مشهد الانتخابات الرئاسية التى ظهر فيه الشباب بقوة ووضوح، بعد ما فعلته الدولة معهم ولأجلهم..

أيضاً الشباب هم إحدى أهم قناعات البابا تواضروس فهو يرى أن الشباب مستقبل الكنيسة وعلى هذا قرر أن يهتم بهم ليس فقط فى مصر، ولكن أيضاً بشباب المهجر من الجيل الثالث والرابع، وبالتالى نظم لهم عدة مؤتمرات، ويلتقيهم دائماً فى لقاءات خاصة حينما يسافر إلى الكنائس القبطية فى الخارج، وكان أخرها لقاء كبير جداً مع شباب إيبراشية ميلانو فى زيارته الخارجية الأخيرة التى تمت فى شهر أكتوبر الماضى.. البابا يبنى أجيال من الشباب يعدهم ليحملوا المسئولية فى الكنيسة وأيضاً فى الوطن، وبالنسبة لشباب المصريين فى الخارج يكونوا سفراء فاعلين لمصر فى البلد التى يعيشون فيها..

لماذا برأيك انتشرت ظواهر سلبية مثل الإلحاد والإدمان خاصة بين الأجيال الجديدة؟

هذه الظواهر السلبية ضمن المردودات السلبية للانفتاح على العالم الخارجي.. لا شك أن الانفتاح بمعناه الشامل له ميزات كبيرة، ولا تقدم للإنسان ولا للأوطان أو المجتمعات إلا من خلال انفتاح حقيقى، لكن الانفتاح مثله مثل أمور كثيرة فى حياتنا له إيجابيات وسلبيات.. وبالتالى هذه الظواهر ضمن المردودات السلبية للانفتاح، والأمر لا يتطلب أن نتراجع عن الانفتاح، وإنما أن نعالج هذه السلبيات.. الطبيب عندما يكتب الدواء للمريض يعلم جيداً أن لها آثارا سلبية جانبية، ولذلك تجده يكتب ضمن الأدوية، أخرى تعالج الآثار الجانبية للأدوية الرئيسية التى لابد منها، وهكذا نحن ينبغى أن نتعامل مع هذه الظواهر السلبية على أرض الواقع..

كيف ترى مصر 2024؟

أراها بالعين والقلب.. أرى ما تم إنجازه، وفى ظل إعادة انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسة جديدة الأمر الذى نهنئه عليه، ونهنئ مصر به، بالعين أرى أنه فى ظل الجمهورية الجديدة سوف نستكمل الإنجازات ومع تحسن الأحوال الاقتصادية العالمية تستطيع مصر أن تحسن كثيرا من الأوضاع على المستوى الاقتصادى، ولدينا أمل كبير بالعين والعقل والمنطق أن تكون الأحوال أفضل فى عام 2024.

وبالقلب نتمنى كل الخير لمصرنا الغالية على قلوبنا.. نحمل كل الأمنيات الطيبة لمصر.. وننتظر راحة وسلاما ونموا على كل المستويات لمصر وللمواطن المصرى، وفى كلمة البابا تواضروس ليلة رأس السنة أشار إلى أنه يشعر بالطمأنينة تجاه عام 2024، وذكر أن رقم 24 فى حد ذاته رقم مشجع ومطمئن جداً، فالذهب عيار 24، والفدان 24 قيراطا، فهو إذن رقم يحمل معنى المكسب والقيمة الكبرى، وهذا ما نرجوه ويرجوه كل مصرى مخلص لمصر..

أضف تعليق