سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، الضوء على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكتوبر الماضي وتسببت في مقتل الآلاف من الأشخاص، مشيرة إلى أنها باتت أيضا مذبحة للصحفيين المشاركين في تغطية الأحداث.
وأوضحت الصحيفة - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني إن الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح هو أحد الوجوه الأكثر شهرة في غزة – وقد أصبح رمزا لكارثة المنطقة المحاصرة حيث أثناء تغطيته خلال المراحل الأولى من الحرب، علم المراسل المخضرم أن الغارات الجوية التي قام بتغطيتها من الأرض طوال اليوم قتلت زوجته واثنين من أطفاله وحفيده الرضيع إلا أنه عاد إلى العمل في اليوم التالي، منهكًا لكنه ثابت.
وأضافت أن الدحدوح قام بتغطية أسابيع الحرب التي تلت ذلك بعدما اتسعت الحملة الإسرائيلية لتصل إلى جنوب غزة، وفي ديسمبر الماضي، أصيب وقُتل مصوره في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار أثناء قيامهما بتغطية الأحداث من بلدة خان يونس الجنوبية لكنه عاد لتقديم التقارير في اليوم التالي.
وتابعت أنه خلال هذا الأسبوع، وقعت المأساة مرة أخرى عندما استهدفت غارة إسرائيلية أخرى بطائرة بدون طيار سيارة تقل مجموعة من الصحفيين في مهمة بالقرب من رفح على طول حدود غزة مع مصر حيث أدى الهجوم إلى مقتل صحفيين فلسطينيين هما: ابنه حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا.
وأشارت إلى أن معاناة الدحدوح المتفاقمة بمثابة دليل قوي لما تعانيه آلاف الأسر الفلسطينية في غزة وسط القصف اليومي والبحث المستمر عن الغذاء والضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وذكرت الصحيفة أنه وفقاً لإحصاء لجنة حماية الصحفيين، قُتل ما لا يقل عن 79 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي. وقدرت السلطات الفلسطينية المحلية هذا العدد بأكثر من 100.. وفي كلتا الحالتين، يعد هذا أكبر عدد من القتلى من الصحفيين في منطقة النزاع منذ سنوات - وهو ما يتجاوز عدد القتلى من الصحافة العاملة في أوكرانيا على مدى العامين الماضيين في غضون أشهر فقط. ووفقاً لأحد التقديرات، فقد قُتل بالفعل واحد من كل 10 صحفيين في قطاع غزة.
ولفتت إلى أنه قبل الحرب، كان منتقدو إسرائيل يتحسرون منذ فترة طويلة على الحصانة النسبية التي يتمتع بها جيشها في الأراضي الفلسطينية. وحتى يومنا هذا، لم يعاني أي جندي أو مسؤول إسرائيلي من أي عواقب لمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في بلدة جنين بالضفة الغربية.
واختتمت أن الصحفيين المتبقين يعملون في غزة في بيئة هي الأكثر تحديًا وخطورة في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام.