لماذا نهانا الشرع عن الظن السيئ بالناس؟.. الإفتاء تجيب

لماذا نهانا الشرع عن الظن السيئ بالناس؟.. الإفتاء تجيبسوء الظن

الدين والحياة9-1-2024 | 11:20

سوء الظن يعد من إحدى الآفات الاجتماعية السلبية والمنتشرة في العديد من المجتمعات الإنسانية وهو ذلك التصور الخيالي المبني على عدم وجود أدلة أو قرائن واضحة عليه أي أن سوء الظن هو تلك الأفعال أو الأقوال التي تصدر من الآخرين دونما التأكد من صحتها بما يترتب على هذا التفكير و الظن السيئ بالآخرين من أثار سلبية والتي تعود في انعكاساتها على الشخص وأيضاً المحيطون به وهي تؤدي إلى زعزعة العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص بعضهم البعض أو قطع تلك الصلات والروابط الاجتماعية سواء كانت مع الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل وغيرهم من الأشخاص المحيطون بالإنسان وبالتالي يكون تأثيرها الشامل على المجتمع من تدمير وتفكك واستحالة للنهوض به

و سوء الظن من أهم ما أبتلي به العديد من البشر على مر العصور والأزمنة إذاً فبالإمكان أن يتم تعريف سوء الظن بأنه هو مظنة الشر بالآخرين وتغليبها على ظن الخير بهم أي امتلاء النفس بالظنون السيئة بالناس وفي العادة ما يكون سوء الظن هو إحدى العادات المذمومة والتي حث الدين الإسلامي عن البعد عنها واجتنابها لما لها من أضرار وأبعاد شديدة السلبية على الأفراد وبالتالي على المجتمع ككل .

وفي هذا الصدد أكدت دار الإفتاء المصرية: أن الشرع الشريف نهانا عن الظن السيئ بالناس؛ وهو: حمل تصرفاتهم على الوجه السيئ بلا قرينة أو بيِّنَةٍ؛ إذ الأصل فيهم البراءَةُ والسَّلامَة؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].

وأوضحت الإفتاء: أن النصوص الشرعية كثيرة ومتضافرة في الحضِّ على إحسان الظَّنِّ بالمؤمنين؛ ومن ذلك ما جاء في حادثة الإفك -والتي نزل بسببها قرآنٌ يُتلى إلى يوم الدين- في تبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وموطن الشاهد من تلك الآيات قوله تعالى: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾ [النور: 12].

ومن النصوص أيضًا التي فيها حضٌّ على إحسان الظَّنِّ بالمؤمنين: ما جاء عن أم المؤمنين صفية رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي اللهُ عنهما، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» فَقَالَا: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا»، أو قَالَ: «شَيْئًا» متفق عليه.

أضف تعليق