كشفت نتائج استطلاع حديث، عن أن 57% من الموظفين في مصر ، قالوا إنهم يستطيعون التمييز بين صورة مولدة بتقنية التزييف العميق وصورة حقيقية.
وعلى الرغم من هذا الادعاء، استطاع 28% فقط من الموظفين في مصر، تمييز الصور الحقيقية عن الصور المولدة ب الذكاء الاصطناعي ضمن اختبار خضعوا له خلال الاستطلاع.
وقالت "كاسبرسكي" العالمية المتخصصة في تقديم حلول أمن المعلومات، إن تلك النتائج تعني أن الشركات معرضة للخداع باستخدام مثل هذه الحيل التي تتضمن استخدام المجرمين السيبرانيين للصور المولدة ب الذكاء الاصطناعي بعدة طرق لتنفيذ إجراءات غير قانونية، موضحة أنه يمكن للمجرمين استخدام التزييف العميق لإنشاء مقاطع فيديو أو صور مزيفة للاحتيال على الأفراد أو المؤسسات.
وضربت المثل بأنه، يمكن للمجرمين السيبرانيين إنشاء مقطع فيديو مزيف لرئيس تنفيذي يطلب تحويلاً مصرفياً أو يمنح الإذن لتحويل مبلغ ما، مما يمكنهم من سرقة أموال الشركة. كما يمكنهم توليد مقاطع فيديو أو صور مزيفة للأفراد ثم استخدامها لابتزاز الأفراد مقابل المال أو المعلومات. وباستطاعتهم أيضاَ استخدام تقنية التزييف العميق لنشر معلومات كاذبة أو التلاعب بالرأي العام. وبهذا الشأن، يعتقد 56% من الموظفين في مصر أن شركتهم قد تخسر المال بسبب التزييف العميق.
وقال ديمتري كالينين» خبير الأمن السيبراني في كاسبرسكي، إنه على الرغم من ادعاء العديد من الموظفين أنهم يستطيعون تمييز التزييف العميق، أظهر بحثنا أن نصفهم فقط يمكنهم فعل ذلك حقاً.
وأضاف : "من الشائع جداً أن يقدّر المستخدمون مهاراتهم الرقمية بأعلى مما هي عليه؛ وهذا يدل على وجود ثغرات في الجدار الناري البشري للشركات ومخاطر سيبرانية محتملة قد تؤذي بنية الشركات التحتية وأموالها ومنتجاتها. توفر المراقبة المستمرة لموارد الإنترنت المظلم معلومات قيمة عن صناعة التزييف العميق، مما يسمح للباحثين بتتبع أحدث توجهات مصادر التهديد وأنشطتهم في هذا المجال".
واختتم بالتأكيد على أن هذه المراقبة، تلعب دوراً مهما في البحث في التزييف العميق الذي يساعد على صقل فهمنا لمشهد التهديدات المتطور.
وأوصت كاسبرسكي باتخاذ عدد من الإجراءات للوقاية من التهديدات المتعلقة بالتزييف العميق، تضمنت ضرورة تحقق مسئول كل شركة من جودة ممارسات الأمن السيبراني في شركته، ليس فقط على مستوى الحلول المستخدمة، بل أيضاً على مستوى مهارات موظفيك التقنية، إضافة إلى ضرورة قيامه بتقوية «الجدار الناري البشري» لشركته عن طريق التأكد من فهم موظفيه لماهية التزييف العميق، وكيفية عمله، والتحديات التي يمكن أن يشكلها، وإطلاق مبادرات مستمرة لتوعية وتعليم موظفيه كيفية اكتشاف التزييف العميق. استخدم مصادر موثوقة وعالية الجودة للأخبار، فالأمية المعلوماتية تساعد في انتشار التزييف العميق.
كما أوصت بضرورة معرفة الخصائص الرئيسية لمقاطع الفيديو المولدة بتقنية التزييف العميق، والبحث عنها لتجنب الوقوع ضحيتها، موضحة ان هذه الخصائص تتضمن الحركة المتشنجة، وتغير حالات الإضاءة من إطار إلى آخر، وتحولات في لون البشرة، ورمش الشخصيات بشكل غريب أو عدم رمشهم على الإطلاق، وحركة الشفاه غير المتزامنة بشكل جيد مع الكلام، وظهور آثار رقمية على الصورة، وكون الفيديو رديء الجودة والدقة وضعيف الإضاءة عمداً.