في تاريخ السينما المصرية وجوه لاتنسى، حفروا بموهبتهم مكانة كبيرة في الحياة الفنية، ومن هؤلاء العمالقة الذين تربعوا على عرش السينما المصرية والعربية وبعد من الرعيل الأول لهذا الجيل هو الفنان حسين رياض الشي تمر اليوم ذكرى ميلاده في 13 يناير من عام 1898.

مولده ونشأته

بدأ حسين رياض حياته عضوًا بفرقة هواة التمثيل مع مجموعة من أصدقائه، منهم: يوسف وهبي وأحمد علام وعزيز عيد، بعد أن ترك الدراسة بالكلية الحربية التي ألزمه والده بالالتحاق بها، وتركها من اجل عشق التمثيل وشجعه على ذلك الفنان عزيز عيد حيث قال له: تستطيع الكلية الحربية تخريج مائة ضابط لكنها لا تستطيع تخريج موهوب مثلك، قدمت الفرقة أولى مسرحياته باسم "فقراء قريش".

انتقل حسين رياض إلى فرقة نجيب الريحانى؛ فقدَّم أول أدواره المسرحية أمام السيدة روز اليوسف في مسرحية "خلي بالك من إميلي" عام 1916، كما انضم الى فرقة مسرح رمسيس مع يوسف وهبى الذى آمن بقدراته واستعان به في أغلب مسرحياته خاصة التاريخية ، من أشهر مسرحياته: عاصفة على بيت عطيل، تاجر البندقية، العشرة الطيبة، مصرع كليوباترا، المرأة الطروب، شهرزاد ، العباسة، القضاء والقدر، وغيرها.

لكن لم يدم طويلا حيث عمل الفنان حسين رياض بالمسرح بالرغم من أنه مثل دور الفتى الأول فيه، فاتجه الى السينما مبكرا فقدم أدوار الفلاح والباشا والموظف الغلبان والأب المقهور، مركزا على أدوار الرجل الطيب الحنون وساعدته ملامحه على ذلك.

وصيته الغريبة

وعن وصيته تروي ابنته فاطمة سر وصيته الغريبة قبل وفاته، وهي ألا يتم دفنه بعد وفاته، قبل مرور 24 ساعة.

وأوضحت أن السبب في ذلك، هو دور قام به في إحدى المسرحيات: "كان بيمثل دور واحد مات في مسرحية، ولما دفنوه صحي تاني، لإنه كان مغمى عليه مش ميت، ووالدي كان متأثر جدًا بالدور ده، علشان كدة طلب من ماما إنه لما يموت ما يتدفنش قبل 24 ساعة، علشان يكونوا اتأكدوا من موته".

بدأ إسناد دور الأب إلى الفنان حسين رياض منذ برع في أداء هذا الدور في فيلم "لاشين" وهو الدور الذى رشحه له المخرج أحمد سالم مدير ستوديو مصر ـ في ذلك الوقت ـ ومن أشهر أدوار الأب التي قدمها دور الريس عبد الواحد الأب الفلاح البسيط المكافح في فيلم رد قلبى عن قصة يوسف السباعي وهو الدور الذى أبكى الجميع حتى الرئيس جمال عبد الناصر الذى منحه وسام العلوم والفنون عام 1965 تقديرا له على ما قدمه خلال مشواره الفني.