نساء «حى الزبالين» يحولن القمامة إلى مشغولات يدوية
نساء «حى الزبالين» يحولن القمامة إلى مشغولات يدوية
كتبت: أمل إبراهيم
"الزبال'' هو الشخص الذي يلقي بالقمامة في الشارع أما هم فالتسمية الصحيحة لهم يجب أن تكون: ''عمال نظافة'' لأنهم ينظفون ويجملّون ما يقوم غيرهم بتشويهه، وهم يعتزون إلي أقصي حد بمهنتهم التي توارثوها أباً عن جداً ويفتخرون بإمتهانها، لكننا هنا مضطرون إلى الإشارة إليهم بالتسمية التواترة أو الخطأ الشائع : "الزبالين، وحى الزبالين".
وسط أطنان القمامة المتراكمة في المنطقة المعروفة بـ "حي الزبالين" في منطقة "منشأة ناصر" بالقاهرة، تقوم سيدات بالعمل داخل ورش لإعادة تدوير هذه المخلفات إلى منتجات جميلة تدر دخلا لهن.
النساء فى الغالب يعرفن كيف يعملن "من الفسيخ شربات"
ولا يقتصر حي الزبالين على جمع المخلفات فقط لكنه يعمل أيضا على تدوير 80% منها.
ففى مجتمع ''الزبالين'' لا يمكن أن تجد سيدة أو طفل أو حتي شيخ كبير لا يعمل في جمع أو إعادة تدوير القمامة فالجميع يعملون، السيدات في المنازل والأطفال والرجال في مصانع التدوير.
في كل منزل من منازل الحي تجد له ملحق لإعادة تدوير القمامة فهناك مصانع لإعادة تدوير الزجاج وأخري للبلاستيك وغيرها للكارتون والورق
وعند التجول في ورش مؤسسة "حماية البيئة"، تجد فصولا متعددة مخصصة لصناعة النسيج والحياكة وأعمال القص واللصق وتدوير العبوات، ما أسهم في اكتساب النساء العاملات مهارات التدوير، وإنتاج أعمال جميلة ولها قيمة .
وتعمل حوالي 100 سيدة داخل هذه الورش في حي الزبالين، في حين تعمل 200 سيدة أخرى في منازلهن لصالح الورش، وذلك بعد أن تلقين تدريبا على القراءة والكتابة والرسم وكيفية تصميم نماذج الإكسسوارات من القمامة وتحويلها إلى منتجات صالحة للاستخدام.
تعلم وأكسب مبادرة لتعليم نساء المكان حرفة تصنيع السجاد أو تفصيل المفروشات اليدوية من بقايا مصانع الأقمشة والملابس الجاهزة التي تصل للجمعية من تبرعات أو بالشراء بالكيلو. والجمعية تهدف لتنمية وتطوير الفتيات بتوفير فرصة تعليم غير تقليدي إلي جانب توفير مصدر رزق من مهنة مفيدة للمرأة تخدم بها نفسها وأهلها من سكان حي منشية ناصر. فكرة أطلقوا عليها اسمlearn to earn أو «تعلم لتربح». وتدور الدائرة وتعمل بعض الفتيات بعد إنهاء تعليمهن بإدارات بالمؤسسة، ومع كل ذلك توفر الجمعية حضانة للأمهات بها نحو 250 طفلا من سن 6 شهور إلى 6 سنوات.
في جمعية حماية البيئة من التلوث يعيدون صناعة كل شيء، حتى مخلفات الورق، الصحف والمجلات والكتب المستهكلة، يعاد تدوير مخلفات الورق من القمامة ويحول ليصنع منه اظرف وأكياس وحقائب هدايا، فالمجلات مثلا يصنعن منها إكسسوارات حريمي «حلقان وكوليهات» وكلها بصناعة يدوية ، ومع أغطية علب «الكانز» يستخدمن أيضا أكواب القهوة «الاكسبريسو» الصغيرة في صناعة الإكسسورات بعد كبسها حتى ورق الصحف لم يتركنه، فصنعن منه صواني للتقديم وقطع للديكور، بعد لفها كالأسطوانات. والجمعية تقوم بتسويق المنتجات التي تصنعها المشتركات في المدرسة أو ورش السجاد أو مشغل خياطة المفروشات في معرض داخلي بالجمعية أو معارض خارجية، كفرعها الدائم بحديقة الفسطاط وتصديرها لدول أجنبية، وقد تم تصدير شحنة سجاد ومفروشات لأمريكا تصنع داخل الجمعية أو في المنازل. وعائد بيع المنتجات يعود كمصاريف لشراء أنوال جديدة بورش السجاد ولوازم المشغل وماكينات إعادة تدوير مخلفات الورق القديم والمستعمل.
يقوم العمل داخل جمعية حماية البيئة على فضلات المصانع، وورق المدارس، بجانب الكبسولات الخاصة بـ «أسبرسو» وغطاء زجاجات المياه الغازية، والتي يتم استخدمها فى
الأكسسوارات.