من يحدد أولوياتنا الثقافية ؟

الرأى21-1-2024 | 16:08

القانونيون لديهم ما يعرف بنظرية "الموظف الفعلي"، ويقصد بها إضفاء الشرعية علي أعمال قام بها "شخص ما" متطوعا لتعذر قيام الموظف المختص بهذه الأعمال.

ويبدو أننا في حاجة لتطبيق هذه "النظرية" في مجالات عديدة بالمجتمع، بعد أن تراجع دور الجهات والمؤسسات المعنية بالثقافة.

ولكن المشكلة أن هذه النظرية.. "الموظف الفعلي" لا تطبق ولا يعتد بها سوي في حالات الطوارئ أو الضرورة القصوي، وهي شروط لا تتوفر حاليا!

السبب فيما تقدم.. أن مكتبة الإسكندرية ، وهي مكتبة ذات طابع دولي ووصفت بأنها "سفير مصر لدي المجتمع الدولي، والعكس"، نظمت مؤخرا ندوة خاصة حول "أولويات الثقافة في الفترة الحالية".

ودعت المكتبة "مجموعة مختارة" من المثقفين من مختلف الأعمار والاتجاهات والتخصصات، ليدلوا بدلوهم حول هذا الموضوع المهم من خلال جلستين؛ أدار الأولي وزير الثقافة الأسبق د. صابر عرب ، وأدار الثانية رئيس المجلس الأعلي للثقافة د. هشام عزمي، وشارك بالحديث فيهما "فرسان الكلام" في مثل هذه الندوات وموضوعاتها، منهم د. عبد المنعم سعيد ، أحمد الجمال، د. سعيد المصري، سعيد عبده ، د. حنا إدريس، جمال الشاعر، سلوي بكر، أمينة شفيق، وغيرهم، هذا فضلا عن الداعي د. أحمد زايد عالم الاجتماع ومدير المكتبة ومنسق الندوة د. سامح فوزي الباحث والروائي.

المشكلة أنه بعد أن صال وجال المتحدثون في الجلسة الأولي حول الأولويات وضرورة ربط الثقافة بالتعليم، وتعبيرها عن البيئة مع تأكيد الهوية الوطنية، مع تعبئة موارد المجتمع للنهوض بالتنمية المطلوبة في المجالات المختلفة.. فاجأ د. هشام عزمي في بداية الجلسة الثانية الجميع؛ بطرح سؤاله: هل تقع مسئولية العمل الثقافي في المجتمع علي عاتق وزارة الثقافة والمؤسسات التابعة لها وحدها، ومن المسئول عن المنتج الثقافي؟

وتوالت الردود من المشاركين في صورة تساؤلات أيضا، منها: ما الجدوي من الفعل الثقافي الذي تقوم به الوزارة حاليا؟

وهل هناك تقييمات دورية للأنشطة الثقافية؟ وماذا عن تطوير الصناعات الثقافية وبناء الكوادر المتخصصة؟

وأين الاستراتيجية الثقافية التي تجمع "الشتات الثقافي" تحت مظلة واحدة وتستهدف حفظ التراث ونشره، مع الإتاحة والترويج، وتوفير بيئة ثقافية محفزة للإبداع؟

انتهت الندوة ولم ينته النقاش، وأعتقد أنها بداية لسلسلة من الندوات أتوقع أن تنظمها المكتبة بالتعاون مع مؤسسات أخري مع توسيع دائرة المشاركة حتي تتمكن من "خلق حالة" من العمل الثقافي الجاد يعيد لمصر دور الريادة في هذا المجال.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2