كتبت: أمل إبراهيم
فى محاولة للبحث عن تعريف معنى النجاح أكتشفت أن تلك الكلمة التى لها وقع مبهج يندرج تحتها كثير من المعانى التى يصعب الإلمام بها ولكنها ترتبط كثيرا بإحساس الرضا عن النفس ناتج عن تحقيق الذات والذى ينعكس على حياة الأنسان ومن حوله من أشخاص .
ولأن أعظم الأعمال والنجاحات والأختراعات فى الغالب تنسب إلى الرجال ، كان لابد أن نبحث عن النجاح بعيون أنثوية ونسلط الضوء ولو قليلا على ماتحققه المرأة فى المجتمع المصرى مؤخرا لتؤكد دائما أن الأحلام يمكن أن تصبح جزءا من الواقع وتكون سببا مباشرا فى صحة نفسية أفضل وتكون مثل شعاع أمل يضىء أينما حل
لذا فكرت فى الكتابة عن نماذج نسائية مصرية نجحت فى مشاريع خاصة بهن واكتشفت أن عددهن ليس بالقليل مما يعنى أن هناك حالة من التغيير وأن مصطلح ربة بيت يحتاج إلى تعريف مختلف ..أحاول هنا أن أكتب حتى نتعرف على تجاربهن عن قرب، ربما تكون مصدر إلهام للغير ومحاولة للخروج عن روتين العمل فى مصر ومايلحق به من متاعب وتعقيدات
سوف أنقل هنا تجربة ياسمين عبد العزيز القللى صاحبة مؤسسة جورانا كرافت ""Jorana Craft والأسم مؤلف من شقى أسماء بناتها جورى وجودانة
تخرجت ياسمين من كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم العمارة بتفوق عام 2003 وعملت كمهندسة معمارية لمدة 5 سنوات ثم تفرغت لرعاية ابنتيها جوري وجودانة ،،وفى تلك الفترة عادت إلى هوايتها فى الرسم الحر والتصميم والأشغال اليدوية ،،ولأنه ليس هناك أجمل من أن يكون عملك مرتبط بهوايتك التى تحبها وهذا ما نطلق عليه غالبا الأبداع مهما كانت الفكرة بسيطة خاصة فى العمل اليدوى الذى ينظر إليه العالم كله على أنه قيمة لا تقدر بالمال.. يد أنسان وروحه وعقله و عينيه تشترك فى الصنع .
بدأت ياسمين بعمل مشروع صغير عبارة عن مجموعة من الأشغال "الكرافت" التى تخص الأطفال للاحتفال بشهر رمضان فى وقت كان هذا الموضوع بسيط ونادر .
ثم فكرت فى التوسع وعمل أستديو خاص بها فى المنزل وبدأت في تنفيذ مجموعات فنية متنوعة منها، الكروشيه والتي تشمل حقائب اليد النسائية وحقائب الأطفال، ومنتجات زينة ولعب أطفال مصممة من الاقمشة الملونة والخيوط. وكذلك تصنع ياسمين الألعاب الإبداعية والتعليمية للأطفال، وهي عبارة عن العاب ومنتجات ورقية ذات تصميمات وتكوينات لونية مبتكرة بحيث يقوم الأطفال بأنفسهم بقص وتركيب هذه الألعاب حتى تكون ملفته بالنسبة لهم وأيضا حافز ذهنى للتفكير ونجحت هذه المجموعة في تشجيع الأطفال على الاحتفال بالمناسبات الهامة مثل شهر رمضان والعيدين والعودة للمدرسة بطريقة ممتعة وشيقة.
وفى البداية لم يكن العائد يمثل اى ربح سوى أنه يساعد فى شراء خامات جديدة تساهم فى الأستمرار كما أن النجاح هنا لا يقاس بالربح المادى ولكن بالوصول إلى صحة نفسية جيدة كما تقول السيدة ياسمين ،،شعورها بالنجاح يتحقق حين ترى الاعجاب والتقدير فى عيون وكلمات من يقتنون منتجاتها ومشغولاتها وهى تحاول أن تنتقى الخامات والاذواق عالية الجودة فى الأسواق .
عندما سألتها عن الدعم المعنوي وراء تلك الطاقة قالت إن زوجها كان أول معجب باعمالها وكان يرى أنها صاحبة عمل ابداعى وذوق راق ويمكن لمنتجاتها أن تنافس فى السوق .
والرسالة التى توجهها السيدة ياسمين لغيرها أن الجميع لديه شىء يتميز به يمكن أن يغير حياته لو عرف تحديدا من أين يبدأ..ومن أسباب سعادتها أن لديها عمل خاص لم يؤثر على حياتها وبيتها وأطفالها .
