نواصل مع الكاتب البريطاني كولين تودهانتر، توصيل صيحة تحذيره للعالم ليعيد فحص طعامه، من خلال كتابه: "طعام مسموم وثروات مسممة"، وكما أسلفنا فالكارثة ليس لها علاقة بدول غنية، وأخري فقيرة، ولكن لها علاقة بتشكيل النظام الغذائي العالمي الجديد أو الحديث من خلال الضرورة الرأسمالية، التي لا تسعي إلا لتحقيق الربح، ويكشف الكاتب الشركات التي تستثمر في هذا النوع من الطعام، أو الأغذية فائقة المعالجة الكيمائية (UPFS)، ومن هذه الشركات "بلاك روك، وفانجارد، وستيت ستريت، وفيديليتي، وكابيتال جروب" وتكتلات الأغذية التي تستثمر فيها.
ويؤكد الكاتب أن شركات بلاك روك وغيرها لا تستثمر بكثافة في صناعة المواد الغذائية فحسب، لكنها تستفيد أيضًا من الأمراض الناتجة عن هذا النظام الغذائي من خلال امتلاكها حصصًا في قطاع الأدوية العالمي أيضًا، والوضع مربح للجانبين، صانعو الغذاء المسموم، و الشركات التي تنتج الدواء الذي يتعامل مع الأمراض الناتجة عن هذا الطعام!.
ويكشف الكاتب أن الضغط الذي تمارسه شركات الغذاء هذه، ومجموعاتها ذات المكانة والتمويل الضخم، تضمن استمرار، وسيادة هذا الوضع، ويقول: "إن هذه التكتلات العملاقة تواصل الاستيلاء علي مجال صنع السياسات والتنظيم في قطاع الأغذية، علي المستويين الدولي والوطني وهو ما يتيح لها الترويج لفكرة أنه بدون منتجاتها سيتضور العالم جوعا، لذلك فإن الاستهلاك العالمي لهذه الأغذية فائقة المعالجة الكيمائية (UPFS) يشهد ارتفاعًا كبيرًا، وتشكل منتجاتها الآن أكثر من نصف متوسط النظام الغذائي في المملكة المتحدة و الولايات المتحدة.
وحول مدي تأثير هذه التكتلات (الشركات) الغذائية، التي تشكل السياسة الغذائية وتهيمن علي السوق، يورد الكاتب المثال التالي: "في أواخر شهر سبتمبر الماضي، صدر عن مؤتمر إعلامي في لندن يناقش مخاطر الأغذية فائقة المعالجة، أن المستهلكين لا ينبغي أن يشعروا بالقلق بشأنها، وبعد المؤتمر، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن ثلاثة من خمسة علماء في لجنة الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر، أشاروا إلي أن عوامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية التي تستخدم في معالجة هذه الأغذية يتم تشويهها بشكل غير عادل، والذين قالوا ذلك اتضح أن لهم علاقات مع أكبر الشركات المصنعة لهذه المنتجات في العالم، وأكدت "الجارديان" أنهم إما تلقوا دعمًا ماليًا لإنجاز أبحاثهم من الشركات المصنعة لهذه الأغذية، أو يشغلون مناصب رئيسية في المنظمات التي تمولها، وتشمل الشركات المصنّعة: ، ومونديليز، و كوكاكولا ، وبيبسيكو، ويونيليفر، وجنرال ميلز، حسب الجارديان، لقد تم شراء ذمة هؤلاء العلماء، وخدَّروا ضمائرهم، (احتسوا الشاي بالياسمين علي طريقة فيلم "مرجان أحمد مرجان")، وعلي أثر ذلك خرجت عناوين إعلامية إيجابية لصالح أغذية الـ (UPFS) تؤكد أن "الأغذية فائقة المعالجة جيدة مثل الأغذية الطبيعية، وأن "الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن تكون في بعض الأحيان أفضل بالنسبة للمستهلك" شوف إزاي!!.