عيد الحب.. الأولة في الغرام

عيد الحب.. الأولة في الغراممحمد رفعت

الرأى28-1-2024 | 16:11

كثير من الأغاني، التي تتحدث عن المشاعر الراقية والأحاسيس المرهفة، ولكن أغان قليلة في تاريخنا الموسيقي، هي التي تعكس تجارب حياتية حقيقية وتعبر بصدق وتلقائية عن معاناة أصحابها.

ولا يمكن أن نحتفل بعيد الحب دون أن نتذكر الأغاني الرومانسية الجميلة التي تربي عليها وجداننا وعرفنا معها طعم السهر والسهد، ومن تلك الروائع الخالدة أغنية " الأولة في الغرام "، التي جمعت بين الشاعر الكبير الراحل بيرم التونسي والشيخ الملحن زكريا أحمد ولها قصة لا تقل حزنا وشجنا عن معانيها وكلماتها المؤثرة.

والغريب في قصة خروج هذه الأغنية الجميلة إلي الوجود، أنها ولدت في ظروف صعبة ومؤلمة في حياة ملحنها الموسيقار الكبير زكريا أحمد، الذي استسلم لحزن دفين بعد وفاة وحيده، فآثر الصمت والانزواء بعيدا عن الأنظار حتي لا يشاركه أحد أحزانه وأوجاع قلبه وحسرته علي ابنه الوحيد.

وحين استشعرت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، غيابه واختفاءه عن الأنظار، زارته في منزله بعد 3 أيام من وفاة الابن.. كان المشهد مؤثرا.. وتمالكت أم كلثوم نفسها بأن طلبت استقدام بيرم التونسي المتواجد في تلك الفترة بالإسكندرية.. طلبت استقدامه اعتبارا للعلاقة الوطيدة، التي تربط المبدعين بعضهما ببعض.. علاقة وصداقة متينة.

استجاب محمود بيرم التونسي لدعوة أم كلثوم وهو يجهل ما حدث لصديق العمر ولاحظ وهو يجلس إلي جانب صديقه زكريا أحمد حالة الذهول والوجوم، التي كان عليها.. كان عليه أن يبادر بشيء ما.. استنجد بقريحته التي أسعفته في التو واللحظة وكانت « الأولة في الغرام والحب شبكوني». انتبه زكريا من ذهوله.. وبكي بحرقة وهو يستمع لصديق العمر يقول:

«حطيت علي القلب ايدي وأنا بودع وحيدي»؛ ليحتضن عوده وينطلق في دندنة لحن صادر من أعماق وجدان مبدع يعيش موقفا عائليا مؤلما.. وتطلب تلحين «الأولة في الغرام» ثلاثة أيام كان فيها محمود بيرم التونسي إلي جانب رفيقه ليطيرا معا بعد ذلك، حيث أم كلثوم التي شدها اللحن والمضمون وهي الشاهدة علي لحظات الميلاد الأولي فبادرت بتسجيلها بصوتها وكان ذلك سنة 1944 وتضيفها الي باقة روائعها الغنائية الخالدة.

وبدأ الشيخ زكريا أحمد التلحين لكوب الشرق أم كلثوم في عام 1931، حيث لحن لها تسعة أدوار أولها هو ده يخلص من الله عام 1931، وحتي دور عادت ليالي الهنا سنة 1939.

كما لحن ل أم كلثوم الكثير من أغاني أفلامها مثل الورد جميل، غني لي شوي شوي، ساجعات الطيور، قولي لطيفك. كما لحن لها في الأربعينيات عددا من الأغاني الكلاسيكية الطويلة التي صارت علامات فارقة في تاريخها مثل الآهات، أنا في انتظارك، الأمل، حبيبي يسعد أوقاته، أهل الهوي، الحلم. واختلف معها سنة 1947 حتي عام 1960 عندما لحن لها آخر روائعه هو صحيح الهوي غلاب.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2