أيّد الله تبارك وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالعديد من المعجزات، حتّى إنّ ابن القيم ذكر في بعض كُتبه أن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاوزت الألف، من هذه المعجزات ما حصل وانتهى، ومنها ما هو باقٍ إلى يوم القيامة، وهذا النوع الثاني هو المعجزة العُظمى، ومعجزة محمد صلى الله عليه وسلم الكُبرى؛ القرآن الكريم، ووجوه إعجاز القرآن كثيرة، فمن جهة لفظه تحدّى الله تعالى فصحاء العرب أن يأتوا بسورة من مثل القرآن إلا أنهم عجزوا عن ذلك، ومن وجوه إعجازه أيضاً إخباره عن الغيب؛ فقد أخبر عن أمور مستقبلية وقعت تماماً كما أخبر، وهو معجِز أيضاً فيما جاء به من أحكام وتشريعات لم يهتدِ الناس لمثلها لولا القرآن الكريم، كما وردت فيه الكثير من الأخبار والأسرار والعلوم المتعلقة بهذا الكون ممّا لا زال العلم الحديث يكتشفه ويؤكّده بمرور الزمن.
قالت دار الإفتاء: "نعم، رأي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا جبريل عليه السلام في رحلة الإسراء والمعراج على صورته الكاملة التي خلقه الله تعالى عليها وله (600) جناح؛ فلقد ذكر المفسرون في تفسير قول الحق جل وعلا: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ۞ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ۞ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ [النجم: 11-15].
وأكدت الإفتاء: "في قوله ﴿مَا رَأَى﴾: الذي رآه ببصره وهو جبريل عليه السلام على صورته التي خُلق عليها وهو في السماء الرابعة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض.
وأوضحت الإفتاء: "لقد أقسم الله جلَّ جلاله على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى جبريل رؤية بصرية على صورته الأصلية مرة ثانية بقوله سبحانه في سورة النجم أيضًا فقال: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ أي: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عليه السلام على صورته التي خلق عليها رؤية بصرية مرة ثانية عند سدرة المنتهى لما عرج به إلى السماوات العلى، عند جنة المأوى التي تأوي إليها أرواح الأنبياء والمتقين والشهداء والصالحين.
ولقد أقسم الله جلَّ جلاله في المرة الثانية دون الأولى اهتمامًا بشأنها، والله سبحانه وتعالى أعلم.