معرض الكتاب .. حسن الشافعي ضيف جناح الأزهر في ندوة "محطات في مسيرة عالم أزهري"

معرض الكتاب .. حسن الشافعي ضيف جناح الأزهر في ندوة "محطات في مسيرة عالم أزهري"حسن الشافعي ضيف جناح الأزهر بـ معرض الكتاب

ثقافة وفنون3-2-2024 | 21:09

استكمل جناح الأزهر الشريف بـ معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ55، سلسة "محطات في مسيرة عالم أزهري"، التي ينظمها المركز الإعلامي للأزهر الشريف بـ جناح الأزهر، ونظم ندوة تثقيفية عن حياة العالم الجليل الدكتور حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء ب الأزهر الشريف، وأدارها الدكتور علي شمس الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، وذلك تتويجًا لنتاجه الدكتور حسن الشافعي العلمي المستفيض، وأعماله التي بذلها لخدمة الإسلام واللغة العربية، وتكليلًا لجهود كبيرة خلال تاريخ طويل حافل بالعطاء وخدمة طلاب العلم.

وقال العالم الفيلسوف الدكتور حسن الشافعي - فيلسوف الأزهر وابن جامعات القاهرة و الأزهر ولندن-، إن العلوم دُرة وليست إلا رواقًا يمتاز بالتنوع والاقتراب من الفكر المعاصر والثقافات المختلفة، مؤكدًا أن هذا هو السبب في ضم كلية أصول الدين جامعة الأزهر ودراسته فيها مع كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وجامعات لندن.

وحول الدراسة الابتدائية والكتاتيب في مصر، أوضح "الشافعي" أن اتجاهه في المرحلة الابتدائية هو الذي حوله لدراسة المنطق والعقيدة، وقد كان شغوفًا بالدراسة واعتاد أن يعمل بهدوء ونظام وانضباط في دراسته وعمله، وفي المرحلة الثانوية بدأ الاهتمام بالشأن العام؛ وأضاف الدكتور الشافعي أن الكتاتيب في مصر لعبت دورًا كبيرًا في إعداد الشباب، وإعطائهم الدفة الأولى والبنية الأساسية للتعليم والثقافة، مبينًا أن والده كان شيخًا أزهريًا من قراء صحيفة الأهرام، وكان يقرأ لوالده الصحف، وهو ما قوَّم لسانه وجعله مستقيمًا، مؤكدًا على أهمية إحياء فكرة الكتاتيب وعودتها بشيء أو بآخر.

وأضاف الدكتور حسن الشافعي، أنه عاصر 14 شيخًا للأزهر الشريف ابتداءً من الشيخ المراغي، والشيخ حمروش، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ عبدالرحمن تاج، والشيخ محمود شلتوت، وقال فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن الدكتور حسن الشافعي، إن للشيخ حسن الشافعي من اسمه نصيب، الاسم الأول يشير إلى حسن الخلق، والثاني يشير إلى عمق العلم، وداعبه شيخ الأزهر بأنه سيبلغ من العمر مائة عام.

والدكتور حسن الشافعي له باع طويل في خدمة العلوم الإسلامية، تدريسًا وتأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وأكد خلال الندوة أن العمل في الدعوة الاسلامية شرف لا ينافسه شرف، قائلًا: "لقد احترقت أصابعي في الدعوة الإسلامية"، وقرأت لأحد الزعماء الأجانب أنه لابد من تحرير الدعوة الإسلامية من شيئين السياسة والعنف"، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون الدعاة المصريين دعاة تطرف، وأن مصر بفضل الأزهر الشريف ستظل بلد الوسطية والاعتدال، ومن يريد أن يشتغل بالسياسة فعليه أن يذهب للأحزاب، ومن يريد العنف فليذهب بعيدًا عن مصر، فهي بلد السماحة والأخوة والوسطية والاعتدال، ولا يوجد شعب ينافس المصريين في محبة آل البيت والنبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح الدكتور الشافعي، أن للجسد على الإنسان حق كبير يجب عليه أن يرعاه ويسخره لخدمة الإنسانية، وأن الشهادة والصدقة والتضحية في سبيل الله هي بركة كبيرة تحيي الموتى، وأنه قد تبرع بمستحقاته المالية وتبرع بما يزيد عن ثلاثة أرباع مليون جنيه لصندوق تحيا مصر، وساهم في مساعدات وقوافل بيت الزكاة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.

والعالم الأزهري الدكتور حسن محمود الشافعي، هو عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وعضو مجلس حكماء المسلمين، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ورئيس مجمع اللغة العربية السابق، وهو صاحب الإسهامات العلمية الرصينة المتنوعة بالتأليف والتحقيق والترجمة في الفلسفة وعلوم اللغة العربية، كما ساهم في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولي رئاستها، من 1998 إلى 2004، وله جهود كبيرة في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعني بالدراسة الأزهرية، وخدمته اللغة العربية خلال رئاسته مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية بعد أقل من 10 سنوات من نيلها لأول مرة.

وعُرف الدكتور حسن الشافعي، بحبه الشديد لتأليف الكتب في الفلسفة الإسلامية والصوفية وعلم الكلام والتوحيد وغيرها، حيث أسهم بالعديد من الكتب المؤلَّفة والمُحقَّقة، كما أنه قدم حوالي 30 بحثًا في المجلات العلمية في مصر وخارجها، كما ألف 5 كتب باللغة الإنجليزية والتي ترجمت للغة العربية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في عدة دول مثل ماليزيا والسودان وباكستان وغيرها.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

أضف تعليق