رئيس هيئة دعم فلسطين: الأوبئة تهدد حياة سكان القطاع لانتشار جثامين الشهداء في الشوارع

رئيس هيئة دعم فلسطين: الأوبئة تهدد حياة سكان القطاع لانتشار جثامين الشهداء في الشوارعصلاح عبدالعاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين

عرب وعالم6-2-2024 | 19:03

«أجساد الشهداء تحللت في الشوارع ونتج عنها العديد من الأوبئة لعدم السماح لسيارات الإسعاف لنقلهم».. بهذه الكلمات المؤلمة وصف الدكتور صلاح عبدالعاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، حال قطاع غزة عقب 123 يومًا من العدوان الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في القطاع، مؤكدًا أن في حال استمرار هذه الحرب الغاشمة سيستشهد ما لا يقل عن ربع سكان غزة خلال أسابيع، وربما أيام قليلة؛ بفضل آلة الحرب الإسرائيلية التي تحصد مئات الأرواح مع الثواني والدقائق، وتُدمر المباني، وتستهدف جميع المنشآت، وعلى رأسها المستشفيات التي أخرجت معظمها عن العمل، مع حجب المساعدات الإنسانية وقطع المياة والكهرباء.

في ظل الأوضاع المأساوية التي يتعرض لها جميع سكان قطاع غزة.. ما هي آخر المستجدات المتعلقة بالوضع الإنساني الآن في القطاع؟

العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل تتواصل اليوم لـ123 يومًا على التوالي، ضد جميع سكان قطاع غزة؛ هذا خلف أوضاع كارثية؛ وأدى إلى استشهاد ما يزيد عن 27 ألف شهيدًا، و67 ألف جريحًا، وفقدان ما يزيد عن 10 آلاف تحت الأنقاض، و70% من الشهداء والجرحى من فئة الأطفال والنساء، ونزح قرابة 2 مليون و100 ألف من الفلسطينيين، ما يوازي أكثر من 90% من السكان، ويعيش سكان قطاع غزة الآن وسط «مجاعة وأوضاع إنسانية كارثية» في ظل شح المياة واستمرار العقوبات والحصار الجماعي، وأيضًا عرقلة دخول المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتي في الأساس لا تكفى أكثر من 8% لـ10% من الاحتياجات الأساسية للسكان.

فهناك مجاعة حقيقية داخل القطاع بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة؛ التي فاقمت الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تتصاعد كل يوم، بل كل لحظة، بجانب أن 80% من البنية التحتية والمنشآت والمباني والمصانع والمزارع والمحلات التجارية أصبحت ركام؛ وهذا خلف جرائم كبيرة، فلم يعد هناك أي مؤسسات تعمل سوى مؤسسات محدودة وعلى رأسها وكالة غوث اللاجئين والتي تقدم المساعدات الإنسانية القادمة من الدول إلى القطاع.

وكيف حال المستشفيات والطواقم والأدوات الطبية الآن في قطاع غزة؟

قطاع غزة كان يضم 36 مستشفى وبفضل أعمال التخريب والاستهداف التي يقوم بها الاحتلال خرج 30 مستشفى عن الخدمة بشكلٍ كامل، ولم يبقى سوى 6 مستشفيات، من ضمنهم مستشفي ناصر والأمل التابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي حُصرت مقراته ولا تزال ودُمر مقره في قطاع غزة، ولا يوجد أي مستشفى يعمل الآن في كامل القطاع إلا أربعة مستشفيات بإمكانيات محدودة جدًا؛ نظرًا لشح الأدوات والأجهزة الطبية.

فالاحتلال يحاصر منذ 14 مستشفي ناصر والأمل، ويمنع خروج سيارات الأسعاف ودخول الجرحى والمرضى إلى هذه المستشفيات، ولم يبقى سوى أربعة مستشفيات فقط، فهناك تضرر غير مسبوق في الحالة الصحية، وأدي إلى زيادة نسب الأمراض داخل قطاع غزة، لدينا الآن ما يقرب من 10 آلاف مريض سرطان لا يحصلون على العلاج اللازم، جراء ما يقوم به الاحتلال من تدمير المستشفيات وعلى رأسها مستشفى التركي المتخصصة لعلاج السرطان، إضافة إلى 7 آلاف مريض كلى الذين يحتاجون إلى جلسات غسيل كلوي بمعدلات ثابتة، وإلا يحدث فشل تام ثم الوفاة، وبالفعل توفي منهم عدد كبير جدا؛ بسبب عدم توفر العلاج اللازم، إضافة إلى الحاجة لإخراج ما يزيد عن 12 ألف من الجرحى إلى مستشفيات خارج القطاع للعلاج، ولكن الاحتلال يحدد عدد الجرحى الذين يخرجون.

وهل ظهرت أوبئة جديدة خلال الفترة الأخيرة بسبب عدم توافر الأدوية والمياة الصالحة للشرب؟

بالفعل ظهرت مجموعة من الأوبئة بسبب شح المياة ونقص الغذاء، إضافة إلى وجود الآف الأطنان من القمامة الملقاة في الشوارع، بجانب استمرار تحلل آلاف جثامين الشهداء الموجودة في الشوارع وتحت الأبنية والركام، مع عدم السماح لسيارات الإسعاف من الوصول لهم لانتشالهم في الحال؛ بسبب حالة الحاصر الكامل في القطاع وعلى المستشفيات، مما فاقم من الكارثة الصحية داخل القطاع.

كل هذا تسبب في ارتفاع نسب الأمراض هناك أكثر من 700 ألف من الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من الأمراض التنفسية و الأوبئة والأمراض الجلدية كالجدري الذي تفشي بشكلٍ كبير ومعظم الذين يعانون من هذه الأمراض هي فئة الأطفال، فالأمراض و الأوبئة تهدد حياة المواطنين، خاصةً في ظل عدم توفر الأدوية والمستهلكات الطبية، ونقص المياة؛ وبالتالي تسبب في كارثة صحية يعيشها الفلسطينيين.

وهل انتشرت أمراض بكترية بسبب عدم السماح بدخول فلاتر المياه داخل القطاع؟

المياه الصالحة للشرب شحيحة جدًا داخل القطاع، مما يضطر السكان لشرب مياه غير صالحة؛ والتي نتج عنها العديد من الأمراض كـ الفشل الكلوي والتهاب الكبد، وانتشار الأجساد المتحللة تحت الركام في شوارع قطاع غزة؛ فاقمت الأزمة الصحية وأدت إلى انتشار سريع للأمراض البكترية.

فعملية التوغل الحربي الإسرائيلي وجرائم الإعدام الميداني يجب أن تتوقف وعلى المجتمع الدولي أن يفي بالتزاماته في وقف العدوان، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإلا سنكون أمام وفاة ما لا يقل عن ربع سكان قطاع غزة خلال أسابيع، وربما أيام قليلة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2