كتب: عبدالرحمن صقر
أكد الباحث الاستراتيجي الدولي في شؤون الحركات الإسلامية، محسن عثمان، أن السعودية والإمارات يدعمان الأردن بالمليارات، حفاظا على استقرار المنطقة، في ظل الخطط الأمريكية الرامية لتوريط الأردن ماليا، وإظهاره غير قادر على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، مما يهدد استقرار المنطقة.
وأوضح في تصريح خاص لـ"دار المعارف"، أن مؤتمر دعم اقتصاد الأردن، الذي عقد في مكة االكرمة، برعاية سعودية، شهد صدور توصيات بتقديم دعم للأردن، حتى يكون قادرا على مواجهة تحديات الإنفاق الهائل، لا سيما فيما يتعلق باللاجئين سواء من فلسطين أو سوريا، خاصة بعد الاحتجاجات الشعبية الناجمة عن التراجع في الاقتصاد الأردني.
وأشار "عثمان" إلى أن ملك الأردن عبد الله الثاني، زار واشنطن، عقب الاحتجاجات المشار إليها، لطلب الدعم لبلاده، حتى يكون قادرا على استيعاب اللاجئين السورين والفلسطيني، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض تقديم هذا الدعم، لرغبته في توريط الأردن ماليا، وهو ما تدخلت السعودية والإمارات لمنعه.
لأنه أصلا يريد الأردن أن تتورط في الموضوع. ولفت "عثمان"، إلى أن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن ترامب أبلغ السعودية بضرورة دعم الأردن، وتقديم المساعدات لحكومته، وهو ما وافقت عليه السعودية، حتى تقطع الطريق على قطر، أن تلعب هذا الدور، في حالة رفض الرياض، مشيرا إلى أن الإمارات والكويت، تعاونتا مع السعودية في هذا الشأن، خوفا من تدخل أي جهة غير مرغوب فيها، ثم تملي شروطها على الأردن وكذلك لرغبة الدول الثلاث في إرضاء أمريكا.
وأشار الباحث الاستراتيجي الدولي، إلى أن ترامب يريد أيضا، توريط السعودية ماديا، في أي اتجاه، مع تصاعد اتهاماته لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بالتلاعب في سوق النفط، واستمرار تحريض إيران على زيادة الدعم للحوثين، حتي تشتعل الأوضاع أكثر في اليمن، فيزيد الإنفاق السعودي، على شراء السلاح الأمريكي.
وكشف "عثمان"، عن أن الوديعة التي قدمتها الإمارات للبنك الدولي، تحت حساب دعم الأردن، تعني أن هذا البنك الدولي سينفذ مشروعات تنموبة في الأردن، وبخاصة في أماكن إيواء للاجئين، السوريين والفلسطينين، وهو مؤشر على حل القضية الفسطينية، بنظام كونفيدرالي مع الأردن، على غرار "بنسيلفينيا" و"نيوجيرسي" في أمريكا، وفق خطة "جيورايلاند"، تعويضا لفشل محاولات الحل على حساب سيناء.
وأضاف الباحث الاستراتيجي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حذر السعودية والإمارات والكويت، من المبالغ الهائلة التي من المنتظر إنفاقها، في ظل ما يجري في اليمن عسكريا واقتصاديا، وكذلك إعادة إعمار سوريا، ومن قبلها العراق، وما سيتم المطالبة به، من إعادة إعمار اليمن أيضا بعد الحرب. وشدد على أن الرئيس السيسي، أبلغ الدول الثلاث بضرورة توخي الحذر، إزاء هذه المبالغ الهائلة، إلا أنهم لم يستجيبوا للنصائح، وهو كا يدعو للاعتراف بأن حل القضية الفلسطينيو، وكذلك السورية سيكون على حساب أموال الخليج.