منذ ثلاث سنوات قادت الصدفة ثلاثة مصورين محترفين، أحدهم حفيد المصور الراحل "أحمد بدوي" والد الزميل محمد بدوى قادتهم الصدفة إلى تركة الجد في قبو الاستوديو القديم الذي عمل به قبل نحو 80 عاما حتى أدركوا قيمته وأهميته الكبيرة لمدينة الإسكندرية خاصة و لتاريخ التصوير في مصر عامة.
وانتظر القائمون على هذا العمل ما يقرب من 3 سنوات حتى يخرج مشروعهم للنور حاملا اسم "معرض أرشيف بدوي"، بعد أن واجهوا عددا من العراقيل تتلخص في إنقاذ تراث بصري يؤرخ تفاصيل الحياة بالإسكندرية بعدسة أحد أبرز المصورين في تاريخ المدينة الساحلية منذ خمسينيات القرن العشرين.
وشارك "معرض أرشيف بدوي" للمرة الأولى في تاريخه ضمن فعاليات النسخة الأولى لأسبوع الإسكندرية للتصوير،والذى استمر لمدة عشرة أيام من 1 فبراير في المتحف اليوناني الروماني بالاسكندرية وينتهى المعرض غدا السبت ،وهو أول عرض لمشروع إنقاذ وتوثيق التراث البصري للمصور أحمد بدوي المولود في عشرينات القرن الماضي وظل يمارس التصوير حتى بداية الألفية، تعرض قطع أصلية من مقتنيات الأرشيف لصور للحياة المختلفة في مدينة الإسكندرية من خمسينات القرن العشرين.
وضم المعرض أكثر من 350 قطعة أصلية بين صور وأفلام يعود تاريخها إلى أكثر من 80 عاما يكشف عنها لأول مرة من مقتنيات الأرشيف، وتعرض جوانب من تاريخ المدينة و الحياة الاجتماعية و الفنية بها، مع إشارة خاصة للفنان الراحل سمير صبري الذي لعب دورا كبيرا في إثراء الحياة الفنية في المدينة، إلى جانب مجموعة من معدات المصور الكبير الراحل أحمد بدوي تعرض بشكل يحاكي عملية إنتاج الصور في الفترة الزمنية التي عمل بها.
ومؤسسو مشروع بدوي هم 3 من المصورين الشباب وهم :الزميل عبد العزيز بدوي المصور الصحفى وهو حفيد المصور أحمد بدوي، وحازم جودة المصور الصحفي و أحمد ناجي دراز المصور الصحفي
ويقول حازم جودة أحد مؤسسي مشروع أرشيف بدوي:"أول مرة ندخل فيها ستوديو بدوي شعرنا وكأننا عبرنا بوابة زمنية إلى عالم مليء بصور وحكايات وأفلام ترجع لخمسينيات القرن الماضي، جذبنا السحر الموجود في المكان وأردنا أن نشارك العالم بما رأيناه، متحمسون جدا للحديث عن المصور أحمد بدوي وعن الاستوديو وعن رحلتنا من أول مرة دخلناه فيها حتى اليوم لأن ما وجدناه يستحق الحديث عنه"؛ ويقول عبد العزيز بدوي أحد المؤسسين للمشروع.
"مشروع أرشيف بدوي هو مشروع لإنقاذ وعرض أرشيف المصور أحمد بدوي و الاستوديو الخاص به في وسط مدينة الإسكندرية الذي يغطي طيفا واسعا من جوانب الحياة في المدينة ويؤرخ لتاريخ المدينة الحديث بجانب أرشيف الاستوديو التقليدي لتصوير العائلات و المناسبات من خلال عيون مصرية محلية من أبناء المدينة"،و يذكر أحمد ناجي أحد مؤسسي مشروع بدوي أن المصور الكبير أحمد بدوي مصور مصري ولد في منطقة كوم الدكة ب الإسكندرية في عشرينيات القرن الماضي، وعاش طفولته وتلقى تعليمه الأساسي بتلك المنطقة.
وقد بدأ بدوي التصوير وهو شاب صغير سنة 1939 ليتعلم ويطور أدواته مع المصوريين الأجانب والمصريين في الإسكندرية حتى افتتح الاستوديو الخاص به (ستوديو بدوي) في منطقة محطة الرمل في الخمسينات.
وشهد استوديو بدوي الكائن بمنطقة محطة الرمل مئات المناسبات وآلاف الصور التي التقطت داخله أو جرى تحميض أفلامها لتوثق أفراحا ومناسبات وأغلب الأحداث الإجتماعية آنذاك إلى جانب الأحداث الرياضية والفنية.
و عمل الراحل أحمد بدوي مع عدد من الصحف المصرية الكبرى مثل الأهرام والأخبار، كما شغل منصب المصور الرسمي لديوان عام محافظة الإسكندرية، وغيرها من الأعمال التي قام بها.
واستمر أحمد بدوي في عمله طوال 60 عاما حتي تقاعد قبل وفاته في 2013 بخمس سنوات، تاركا إرثا كبيرا من صور توثق وتحكي كل التغيرات التي حدثت في مجتمعنا بعيون مصرية.
