أجمع الفقهاء على أنّ صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد، و صلاة الجماعة في الصفّ الأول أفضل من الصلاة في الصفوف الأُخرى؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لو يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عليه)، وقوله: (خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشَرُّها آخِرُها، وخَيْرُ صُفُوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أوَّلُها.
قالت دار الإفتاء المصرية: إن الجماعة سُنَّة اتفاقًا في صلاة النوافل المتعلقة بسبب أو وقت؛ كالكسوف والاستسقاء والتراويح.
وأوضحت الإفتاء: أمَّا ما عدا ذلك فهو محل خلاف بين العلماء، والقَدْر المتفق عليه بين الفقهاء أنَّ صلاة النوافل جماعةً صحيحةٌ، وغاية الأمر هو الخلاف في كراهة ذلك أو لا، والأمر في ذلك على السَّعَة، فإن وَجَد الشخص قَلبَه في صلاة النَّفْل في جماعةٍ؛ فله فِعْل ذلك ولا حرج عليه، وإلَّا صلَّاها منفردًا مراعاةً لخلاف الفقهاء وخروجًا منه.
ولما فيها من إظهار لشعيرة من شعائر الدين؛ وهي الصلاة، وتعظيمها، وفيها مُقابلة المُسلم لإخوانه المُسلمين، ومُصافحتهم، كما أنّ في السلام دليل على القُرب من الجنّة؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ)، إضافة إلى ما فيها من شعور بالمساواة بين المُسلمين جميعهم؛ فالفقير يصلّي جنباً إلى جنب مع الغنيّ، والحاكم جنباً إلى جنب مع المحكوم، إلى جانب ما فيها من تفقُّد المُسلمين لأحوال بعضهم.