إرهابيون بلا وطن.. أكثر من 2600 أسير داعشى ترفض بلادهم استلامهم

كتب: عاطف عبد الغنى

ما هو مصير أكثر من 2600 أسير داعشى، ما بين رجل وامرأة وطفل، ينتمون إلى جنسيات 46 دولة معظمها، دول أوروبية، وموجودون الآن فى مخيمات تحتجزهم وحدات حماية الشعب الكردية "YPJ و SDF" ، فى شمال سوري؟!

فجر السؤال رفض عدد غير قليل من الدول التى يحمل هؤلاء جنسيتها استلام من يخصهم، من بقايا الداعشيين، وبيان نوعهم بالتفصيل: 800 رجل، و 584 امرأة و 1248 طفل، يعيشون في المخيمات الكردية فى مدينة " روجافا " التابعة لأقليم الجزيرة السوري، أحد معاقل الأكراد، كما صرح بذلك الرئيس المشارك لمجلس العلاقات الخارجية في الأقليم الدكتور عبد الكريم عمر.

وأضاف عمر، أن المسئولين بالقليم اتصلوا بدول مختلفة لحملها على استلام أعضاء التنظيم المنهار، لكنها أكثر هذه الدول لم تستجب، فيما رد البعض الآخر: " قدموهم للمحاكمة، أو تخلصوا منهم بالقتل " ومن الواضح أن هذه الردود صادرة عن حكومات خائفة من عواقب استلام هؤلاء من بقايا الدواعش.

وتحدث عمر لبعض وسائل الإعلام الجنبية، موضحًا الطريقة التى سقط بها هؤلاء الدواعش، فى ايدى مقاتليهم الأكراد، قائلا إنه تم القبض على 800 من أفراد العصابة من قبل قوات الدفاع الذاتي الكردية، خلال تحرير شمال سوريا ومدينة "روجافا" .

وأضاف قائلا: " لقد دفعنا ثمناً باهظاً لإعادة أراضينا من عصابات داعش، وعلى الدول التي ينتمي إليها أفراد هذه العصابات أن تأتي وتستلم مواطنيها، هذه مسؤولية أخلاقية وقانونية عليها.

وأوضح الرئيس المشارك لمجلس العلاقات الخارجية في أقليم الجزيرة السورى، أن بعض الدول تقترح عليهم أن يتولوا فى الأقليم، محاكمة هؤلاء الأشخاص، والبعض الآخر طلب منهم أن يقتلوا مواطنيهم، لكن المسئولون الأكراد، أجابوا :

" لا يمكننا قتل هؤلاء، وليس لدينا فى قوانيننا عقوبة الإعدام في، والنساء والأطفال في عهدتنا يعيشون في مخيمات "روجافا" وليسوا في السجن، المقاتلين من أعضاء العصابة الداعشية فقط هم من فى السجون."

وأضاف عمر بعدا إنسانيا على القضية حين قال: " يجب إعادة تأهيل الأطفال الذين خضعوا لتدريب داعش على أعمال الإرهاب، هذا واجب إنسانى، لكننا لا نملك القدرة على ذلك، ولهذا ندعو المجتمع الدولي للوفاء بهذا الواجب."

وواصل " يجب على كل دولة أن تتولى بنفسها محاكمة مواطنيها، أو تقوم محكمة العدل الدولية  بهذه المهمة، وإذا لم تف المؤسسات الدولية بمسؤوليتها الخاصة تجاه هؤلاء، علينا نحن اتخاذ قرارات أخرى بشأنهم، ونكرر أننا لن نحتفظ بأعضاء العصابة الداعشية هؤلاء لدينا ".

وكشف عمر أن روسيا قامت باستلام 50 امرأة شيشانية، فيما استلمت إندونيسيا 3 رجال يحملون جنسيتها، والمملكة العربية السعودية استلمت امرأتين و 3 أطفال ، هذا غير تسليم قوات " YPJ " الكردية امرأة و 4 أطفال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف عمر إنهم التقوا بممثلين رسميين يمثلون وفدا كنديا في السليمانية في جنوب كردستان، وتم إعداد الملفات للإجراءات القانونية لتسليم مواطنيهم، لكن الوفد لم يبت فى أمر استلامهم وتم تعليق الاستجابة لمدة 3-4 أشهر، ولم نتلق معلومات عن سبب عدم استجابة كندا، وغير ذلك اتصلنا بدول الدنمارك، وبلجيكا، وهولندا، ولكننا لم نتلق أي رد حتى الآن.

وحسب مصادر كردية، أن القوات التابعة لما يسمى: وحدات حماية الشعب (YPG / YPJ) الكردية، وقوات الدفاع الذاتي (SDF) حاربت ضد التنظيمات الإرهابية  "داعش" و "النصرة" و "القاعدة" و "أحرار الشام" وعشرات من العصابات الأخرى لسنوات، وأنها قتلت ما يقرب من 16 ألفا، من أفراد هذه العصابات في هذه المعارك، غير حوالي 800 من عناصر تلك العصابات استسلمت إلى قوات سوريا الديمقراطية.