صفحة جديدة

صفحة جديدةسعيد صلاح

الرأى18-2-2024 | 17:14

"صفحة جديدة ".. هي الرؤية المصرية لشكل وطبيعة العلاقة مع تركيا في الفترة المقبلة، صفحة تطوي سنوات الخلاف، وتعزز وتثري التعاون الثنائي بين البلدين، صفحة تجعلهما تستفيدان من موقعهما الجغرافي بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية، خاصة في ظل العديد من التحديات المشتركة مثل الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي يفرضها الواقع المضطرب بالمنطقة والعالم، ورؤية تضع العلاقات بين البلدين علي مسارها الصحيح، بعدما أخذت خلال السنوات الماضية منذ إنهاء الشعب المصري حكم الإخوان، شكلا ومنحي، حمل في تفاصيله وطياته الكثير من الأضرار والخسائر للطرفين.

ومن طي سنوات الخلاف إلي "ذوبان الجليد الدبلوماسي" علي حسب وصف "بلومبورج"، لزيارة الرئيس التركي إلي القاهرة، التي تأتي حسبما يراها البعض بعدما تأكد أردوغان من ضعف التيار الإسلامي وتراجعه وعدم قدرته علي تحقيق ما يصبو إليه ويخطط له، وأيضا بعد ضغوط وهجوم كبيرين تعرض لهما من المعارضة التركية التي رأت في تعكير العلاقة بين القاهرة و أنقرة "خسارة كبيرة"، ورأت وضرورة إدارة المنافسة بين البلدين علي أساس الفوز المشترك وتقاسم المكاسب في كل الملفات.

لذلك فإن الفترة المقبلة تنظر خلالها أنقرة إلي تغيير شكل التعاون مع القاهرة، وإعادة هيكلة العلاقات المصرية التركية، والتأسيس لمنظومة جديدة للعلاقات الإقليمية، خاصة في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي نجحت الزيارة في إظهار موقف مصري- تركي موحد تجاه ما يحدث داخل القطاع، كما تنظر تركيا أيضا إلي تعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة أن مصر تعد أكبر شريك تجاري ل تركيا في القارة الإفريقية، حيث وصلت الصادرات المصرية إلي تركيا خلال عام 2023 إلي 2 مليار و943 مليون دولار، وسجل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2022 نحو 7،1 مليار دولار، ومتوقعا أن يشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين طفرة كبيرة خلال السنوات المقبلة، ليصل إلي 15 مليار دولار، كما أنها تنظر أيضا إلي التنسيق بشأن ملفات إقليمية أخري مهمة مثل ليبيا وسوريا علي سبيل المثال.

أما فيما يتعلق بمنطقة شرق المتوسط -"الغنية بالطاقة"- فإن هذا الملف يأتي في مرتبة متقدمة ضمن قائمة الاهتمامات التركية.

وأعتقد أن ملف شرق المتوسط يحظي باهتمام كبير لدي تركيا، التي تريد أن تنهي عزلتها في هذه المنطقة الفنية حتي لو اضطرت للتخلي عما يسمي بـ "عقيدة الوطن الأزرق"، ويعكس هذا الاهتمام ويشير إليه ما جاء في حديث أردوغان وهو علي متن الطائرة خلال رحلة عودته إلي تركيا، عندما قال "نحن لا نتقاسم مع مصر التاريخ فقط، بل أيضا تربطنا الجغرافيا والبحر المتوسط، وأهمية البحر المتوسط تزداد في المعادلة العالمية يوما بعد يوم"، وأظن أن تركيا تطمح أن تكون القاهرة وسيطا في تقريب وجهات النظر مع اليونان لذلك، فإنها قد تستحسن وجهة النظر المصرية في هذا الملف والتي عبر عنها الرئيس السيسي عندما قال مرحبًا بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط: "نتطلع للبناء عليها.. وصولاً إلي تسوية الخلافات القائمة، بين الدول المتشاطئة بالمنطقة.. ليتسني لنا جميعاً التعاون.. لتحقيق الاستفادة القصوي.. من الموارد الطبيعية المتاحة بها.

حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن

أضف تعليق