تبني المجلس الرئاسي في ليبيا ملف المصالحة وهو من صميم مهامه ومنذ سنوات لكن الملاحظ أن هذا البند يتم عرضه أو تذكره عندما يزور مسؤول دولي ليبيا وهنا السؤال مفترض أن أهل ليبيا لهم الأولوية في إنقاذ واستعادة دولتهم الحائرة ما بين التدخلات الخارجية والمؤتمرات الدولية ومجلسي الدولة والبرلمان والحكومة الحالية وكان من الأفضل والأجدي للحسم توافق هذه المجموعات لإخراج حل يعجل بخطوات بناء الدولة الجديدة التي تستوعب الجميع ولا داعي في خوض أفكار حول مؤتمرات للحل أو حتي مؤتمرات للتصالح لأن الأخطاء كبيرة ومنذ عام 2011 وأكبر بكثير مما كانت في عهد النظام السابق الذي تآمر عليه الغرب وحلف الناتو لأسباب وأطماع باتت واضحة اليوم وبالتالي لا داعي لانتظار حلول ممن كان سببا في الأزمة وأن الحل بيد أهل ليبيا وشعبها للخروج من الدوائر المظلمة التي تعطل أفق الحل السياسي ومن ثم بناء ما تم تدميره منذ سنوات وتفعيل أدوات العمل من أجل التوصل لتوافق وطني بالتنسيق مع الدول المهتمة بالشأن الليبي لضمان تحقيق الاستقرار، وأعتقد أن "الرئاسي الليبي" يقوم بدور مهم في هذا الشأن بالتواصل مع كل الأطراف لمعالجة الانسداد السياسي، من خلال ملف المصالحة الوطنية الذي وصل مراحل متقدمة، باعتباره أحد الملفات الرئيسية التي تساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي، يتبع ذلك التوصل إلي الاستحقاق الانتخابي، ودعم الجهود الرامية لإعادة الإعمار لاسيما مناطق الجنوب وكل أنحاء المدن الليبية، وأعتقد أن كل ما يهم الأوروبيين هو ضبط الهجرة غير الشرعية والتي لن تتوقف إلا في ظل دولة قوية ومستقرة وقادرة من خلال مؤسساتها والسيطرة علي الحدود البرية والبحرية ووضع حد للأطماع الخارجية وأن يشعر المواطن الليبي أن ثروات بلاده من أجله والأجيال القادمة وليست عرضة للضياع والانهيار كما حدث في دول أخري التي تحولت إلي دول فاشلة غير قادرة علي النهوض والبناء وبالتالي الأمر ليس مراعاة قضايا الغرب و الهجرة غير الشرعية أو حتي الحصول علي استثمارات ومصالح من طرف واحد والتعامل بندية مع الدولة الليبية باحترام سيادتها والانتظار لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمان جديد حتي تحظي بالشرعية لأن كل ما يتم توقيعه خلال المراحل الانتقالية يعد استغلالا للوضع الهش الذي تعاني منه ليبيا حاليا وأن تنصب الجهود علي دعم استقرار البلاد وليس إبقاء الوضع علي ما هو عليه.
وكان المبعوث الفرنسي إلي ليبيا قد أوضح مؤخرا أن الملف الليبي من أول اهتمامات بلاده التي تسعي جاهدة لمساعدة ليبيا لمعالجة الانسداد السياسي بالتواصل مع الأطراف السياسية لتحقيق الاستقرار والوصول للانتخابات.