معرض الكتاب وفرصة إحياء القراءة (2-3)

معرض الكتاب وفرصة إحياء القراءة (2-3)بهاء زيتون

الرأى25-2-2024 | 20:24

لماذا لا نستغل الفرصة.. وحالة الزخم التي أحدثها معرض الكتاب هذا العام في نسخته الـ (55).. وما شهده من إقبال جماهيري غير مسبوق علي شراء الكتب من مختلف الأعمار ومن الشباب النشء الصغير، خاصة أنه اقترب من 5 ملايين زائر أي قارئ بالمعني الصحيح في فترة زمنية لم تتعد الـ 14 يومًا وهي مدة المعرض.. باستغلالها في الدعوة لإحياء القراءة مرة أخري بين أفراد الشعب والشباب والنشء الصغير خاصة، وهو عدد ليس بقليل الذي زار المعرض ويجب وضعه في الحسبان وعدم تفويت الفرصة والبناء عليه بدعوة الذين لا يقرأون أن يقرأوا.

وحينما أقول القراءة فإنني أعني القراءة بمختلف أشكالها من ورقية وإلكترونية إلي الجرائد والمجلات – فهي نوع من القراءة – فالمهم هو القراءة أيًا كانت وسيلتها أو شكلها.

وأنني أري أن الأمر يتطلب لإحياء القراءة أن يبدأ من تحفيز الأسرة والبيت أولا علي تشجيع الأبناء وحثهم علي القراءة.. وأتذكر أنه كان في الماضي لا يخلو بيتًا من وجود مكتبة صغيرة.. لذا فإن دعوتي لكل أسرة هو أن يعلموا أولادهم القراءة لما لها من أثر كبير في تكوين شخصيتهم وثقل مواهبهم.

علي أن يكون للجهات المعنية دورًا مكملا هي الأخري بجانب دور الأسرة أمثال وزارات الثقافة والتربية والتعليم، والتعليم العالي وكذلك الأندية.. من خلال تحقيق 4 أمور.. الأمر الأول أن تقوم وزارة الثقافة بإعادة مشروع "مكتبة الأسرة" مرة أخري، الذي كان يوفر طبعات شعبية رخيصة للكتب بأسعار رمزية لا تتعدي الـ 5 جنيهات للكتاب مع إنشاء المكتبات المتنقلة لبيع الكتب بالأماكن التي يتواجد بها الشباب والنشء الصغير مثل المدارس والجامعات والحدائق والمتنزهات والشواطئ وغيرها.

الأمر الثاني أن تعيد وزارة التربية والتعليم إحياء حصة القراءة وكذلك كتاب القراءة وأيضا القصة علي جميع المراحل التعليمية بدءًا من المرحلة الابتدائية حتي الثانوية مع إحياء المكتبات المدرسية مرة أخري، التي كانت تسمح للتلاميذ باستعارة الكتب واسترجاعها خلال مدة زمنية.

ولعلنا نتذكر "زمااااان" بأنه كانت هناك حصة يذهب التلاميذ فيها للمكتبة للاطلاع واستعارة ما يعجبهم من الكتب.. فأين هي هذه الحصة؟.. وهو سؤال نوجهه لوزير التربية التعليم.

وأقترح أن تقوم كل مدرسة بشراء الجرائد والمجلات ووضعها في مكتبة المدرسة لاطلاع التلاميذ عليها بجانب الكتب ليكونوا ملمين بالأخبار والأحداث اليومية.

وأتذكر أنه في التسعينيات عندما كان د. حسين كامل بهاء الدين وزيرًا للتعليم أبرم اتفاقًا مع الأستاذ رجب البنا، رئيس مجلس إدارة دار المعارف و مجلة أكتوبر – وقتها – بشراء أعداد من " مجلة أكتوبر " ووضعها في مكتبات المدارس.

أما الأمر الثالث فإنه علي جميع الجامعات إحياء المكتبات هي الأخري، التي تسمح للشباب باستعارة الكتب.. والأمر الرابع أن تحرص الأندية الرياضية علي إنشاء المكتبات لروادها للاطلاع والقراءة والاستعارة.

لا ننكر أن هناك مشكلة تواجه الكتب "اليومين دول" وهو ارتفاع أسعارها بسبب زيادة أسعار الورق والدولار.. ويمكن التغلب علي هذه العقبة بدعم الدولة للكتاب.

فإحياء القراءة له مردود كبير في حماية شبابنا والنشء الصغير من الانصياع الأعمي وراء مواقع التواصل الاجتماعي و"السوشيال ميديا" وما يحملانه من شائعات وأخبار مغرضة وأفكار خبيثة.

أضف تعليق