الجرائد و المجلات لن تحتضر (1-3)

الجرائد و المجلات لن تحتضر (1-3)بهاء زيتون

الرأى18-2-2024 | 16:33

الإقبال الجماهيري الكبير الذي شهده معرض الكتاب هذا العام، الذي اقترب من 5 ملايين زائر علي مدي 14 يومًا هي مدة المعرض.. علي شراء الكتاب الورقي من مختلف الأعمار.. ومن الشباب خاصة رغم ارتفاع أسعار الكتب .. أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما هو ورقي لن يحتضر ويموت.. ليخالف توقعات الذين راهنوا علي أن كل ما هو ورقي ومطبوع سينتهي ويموت تأثرًا بالوسائط التكنولوجية الحديثة وبالثورة التي أحدثها "النت".

وإحقاقًا للحق أنها كانت مفاجأة، حيث خالفت الاعتقاد السائد بأن الشباب لا يقرأ.. وأن مصدر معلوماتهم من " السوشيال ميديا " ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها – الفيس والواتس والماسنجر – وغيرها.. وأن القراءة لا تأتي ضمن اهتماماتهم ليقلب المعرض هذا العام في نسخته الـ (55).

كل هذه الموازين رأسا علي عقب ويغير من المفاهيم والاعتقادات ويؤكد أن الشباب يهتمون بالقراءة والكتابة.. وأن الكتاب الورقي في دائرة اهتماماتهم بعد أن كانت كل التوقعات تراهن علي أن الكتاب الورقي وكل ما هو مطبوع "راحت عليه" وفي طريقه للاختفاء والاحتضار مع الوقت.. وليثبت أنه لا يزال الكتاب وكل ما هو ورقي باق، وأنه مصدر المعرفة والثقافة والتنوير مهما زاحمتهم التكنولوجيا الحديثة.

ويكفي ما شاهدناه في معرض هذا العام من تزاحم وطوابير الشباب التي امتدت لعشرات الأمتار وهم حاملون في أيديهم الكتاب للحصول علي توقيع المؤلف، فضلا عما شاهدناه أيضا من حرص الكثير من الشباب علي شراء الكتب الهادفة وليست "الهايفة والتافهة" مثل كتب طه حسين و الشعراوي وغيرهما..

وهي ظواهر إيجابية.. تطمئننا علي شبابنا.. وفي نفس الوقت تؤكد لنا أن الكتاب الورقي لم يفقد مكانه في ظل ثورة "النت".

والواقع أن معرض الكتاب هذا العام قد حمل في طياته 3 رسائل مهمة.. الرسالة الأولي أن الكتاب الورقي لا يزال هو العامل الأساسي لنشر الوعي الثقافي حتي مع وجود الوسائط التكنولوجية الحديثة.. والرسالة الثانية أن مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها لن تغني أو تحل مكان الكتاب الورقي.. وثالث الرسائل أن الجرائد والمجلات الورقية لن تندثر أو تحتضر، كما يشيع بعض المتشائمين وأنها ستظل لنشر الوعي وحماية الشباب من الانخراط في الشائعات المغرضة؛ حماية للأمن القومي.

فمعرض هذا العام قد أعطي "قبلة الحياة" للكتاب الورقي وكل ما هو ورقي ومطبوع ومنها الجرائد والمجلات.

كل المطلوب استغلال هذا الحدث في الدعوة لإحياء القراءة في المدارس والجامعات.. وأن يكون هناك دعم من الدولة للكتاب وخفض سعره تشجيعًا علي القراءة وأن تتضمن الجرائد والمجلات مواد صحفية تهم الشباب وتتبني مشاكلهم طالما أننا تأكدنا أنهم جيل يقرأ ويطلع.

أضف تعليق