قال الكاتب الصحفي عادل حمودة إنه حسب ما روى عبدالله السناوي فإن مصطفي نبيل قال لـ"هيكل" ذات يوم في مكتبه: جمال حمدان يريد أن يراك، لم يكن هيكل في حاجة إلى تفكير، قال: أنا أيضًا كنت أتطلع لرؤيته في الموعد المحدد من يوم 28 مايو 1979 طرق مصطفي نبيل الباب بطريقة متفق عليها مع جمال حمدان.
وأضاف «حمودة» خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، «لكن لم يفتح جمال حمدان الباب، اقترح مصطفي نبيل العودة في يوم تالي، لكن هيكل رفض، امسك هيكل بحجر وألقاه على زجاج حجرته لعله يستيقظ ويتذكر موعده، من خلف باب موارب رأه هيكل مرتديا روب أحمر فوق ملابس البيت».
وتابع: «كان الرجل يعد طعامه بنفسه في مطبخه، في الوقت نفسه كانت غرفة الاستقبال غير خاضعة لعناية منذ فترة، لم يكن المشهد يليق بمفكر في حجمه، كان تفسير "هيكل" لحالة جمال حمدان: بدا رجلًا تعرض لصدمة إنسانية فاقت طاقته على احتمالها لدرجة أنه أخذ يعاقب نفسه».
وواصل: «سأله هيكل: لماذا هذه العزلة واسهاماتك مراجع للباحثين والمثقفين والمعنيين بالشأن العام؟ أضاف هيكل: أنت تعيد فكرة الرهبنة المصرية بالعزلة في الخلاء ولكنك منعزل في فوضى، وطالبه هيكل أن ينتقلوا إلى مكان آخر يصلح للحوار فيه مكان يجسد الحياة الطبيعية.. ربما تغريه بالعودة».
واستكمل: « انتقل الثلاثة إلى فندق شهير في حي الدقي يطل على النيل، يواصل عبدالله السناوي الرواية قائلًا: بالطف إنساني قال جمال حمدان لهيكل: أنك تتصرف مثل لورد إنجليزي رغم صداقتك بجمال عبد الناصر، وأشار إلى سيجار في يد هيكل».
وأردف: «ابتسم هيكل سائلًا عما إذا كان يريد سيجارًا آخر يحتفظ به؟ أخذ جمال حمدان السيجار وراح ينفث دخانه في الهواء ثم كان حوار بينهما بدأه هيكل بسؤال: ما الذي جرى للمكان وعبقريته؟ ترى ما الذي جرى لعبقرية المكان فعلا؟ ننتظر الإجابة في موضعها وموقعها».