تحل اليوم ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، والذي استشهد في الصفوف الأمامية من جبهة القتال أثناء حرب الاستنزاف، ضاربًا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، فاستحق عن جدارة أن يُسجل اسمه في سجل الخالدين..
حياة استنثنائية
كان الفريق أول عبدالمنعم رياض استثنائيًا، منذ التحاقه بالكلية الحربية في الثلاثينات، وكانت حياته العسكرية زاخرة بالخبرات والبطولات التي أبهرت العدو قبل الصديق، حيث يعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ وشارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف.
يوم استشهاده
في صبيحة 9 مارس 1969، قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدما التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبدالمنعم رياض بعد 32 عامًا قضاها عاملًا في الجيش متأثرًا بجراحه.
تكريمه
كرمه الرئيس جمال عبدالناصر بجنازة عسكرية مهيبة، حضرها جميع أطياف الشعب المصري ليشيعوه إلى مثواه الأخير، وبعد أن أصبح يوم استشهاده 9 مارس يومًا مشهودًا في حياة المصريين وطريقا مشى فيه كل شهداءنا من أبطالنا البواسل.