ما يحدث بالمنطقة مسئولية أهلها

ما يحدث بالمنطقة مسئولية أهلهاسوسن أبو حسين

الرأى10-3-2024 | 15:19

للتاريخ وبعد تجارب وأحداث جسام وانكسارات وانتصارات متواضعة لابد من الاعتراف بأن جملة (نحمل مسئولية ما يحدث للمجتمع الدولي) من إبادة وقتل ودمار شامل في غزة وغيرها للمجتمع الدولي، الذي يشكل حاليا 99% من الأزمات والصراعات الراهنة.

فمنذ إنشاء الأمم المتحدة وحتى اليوم نجد أن كل القرارات، التي صدرت عنها ضد المنطقة وأهلها مع توسيع مناطق الأزمات في اليمن ولبنان وسوريا والعراق ثم أزمات اقتصادية للدول، التي تجاوبت مع ما يسمى بالربيع العربي وهو في الحقيقة كان ربيعا عبريا بامتياز، حيث تم حصار مصر من كل حدودها مع ليبيا و فلسطين والسودان وكل هذا لم يحدث بالصدفة أو حتى نظرا لتداعيات الأحداث وإنما خطة محكمة لإعادة مناطق النفوذ بين ما أطلقنا عليه نحن مسئولية المجتمع الدولي وتركنا الأزمات تتفاقم في انتظار الحل الخارجي، الذي لم ولن يأتي لا من أمريكا أو روسيا أو الصين كما نراهن وننتظر في الوقت، الذي تنتهز فيه دول الجوار الإقليمي الفرصة للسطو علي ما تبقي من الإقليم العربي وخاصة التي تعاني من التدخلات والإرهاب وتقسيم مناطق النفوذ – وبالمناسبة أن أزمة ليبيا، التي تشهد تعقيدات يومية وكلما اقتربت من الحل تدخل المجتمع الدولي لإبقاء الوضع على ما هو عليه بل والعمل على استنزاف ثرواته المعروف، علما بأن أزمة ليبيا لا تحتاج لسنوات للحل وإنما لقرار يجمع أهلها للخروج من نفق ما يسمى بالمجتمع الدولي – ومن بين أسباب تعثر الحل تقسيم السلطة والثروة في حين أن الأولوية يجب أن تبدأ من إنقاذ ليبيا أولا من التدخلات الخارجية وابتعاد من يدير المرحلة الانتقالية حاليا عن الاستقواء بالخارج، ونفس الرؤية تنطبق على السودان ولبنان، فقد أثبتت التجارب حجم الأزمات، التي تشهدها هذه الدول بسبب مقولة المجتمع الدولي وفي تقديري أن كل دولة أدرى بحجم مشاكلها والتعامل معها وفق ما يحدث على أرض الواقع وتقريب المسافات بين المختلفين والتوصل إلى حلول تؤدي بالفعل إلى توفير بدايات للاستقرار – ومؤخرا لفت نظري ما يقوم به رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي من إجراء اتصالات مع كل القوي المؤثرة في المدن الليبية لإتمام المصالحة والالتفاف حول هدف وحيد وهو تنفيذ خريطة طريق تنهي المرحلة الانتقالية والتوصل إلى مرحلة استقرار الدولة وبناء المؤسسات وتنمية مواردها في إطار رؤية مهمة وهي أن ليبيا الجديدة تستوعب كل أهلها دون تهميش أو تفرقة.

وأعتقد أن الجميع مؤهل لمهمة بداية مرحلة البناء والخروج من النفق المظلم إلى رؤية جديدة لا تلقى اللوم على ما يسمى بالمجتمع الدولي، الذي أحبط كل الانتصارات، التي كانت متوقعا في المنطقة وفق المتغيرات الدولية والإقليمية.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2