قال الدكتور مصطفى ساري، استشاري التغذية العلاجية وعلاج السمنة نحن في فترة صيام رمضان، حيث ينقطع استهلاك المياه خلال النهار بسبب الصيام، ليستأنف الصائمون شرب الماء من جديد بعد الإفطار وقبل وجبة السحور.
ويطرح د. مصطفي سؤال هل تحصل على كميةٍ كافية من الماء خلال شهر رمضان؟ وهل تعرف الأوقات الأنسب والطريقة الأمثل لتناول هذا المكون الحيوي في حياتنا جميعً..... وأجاب علي هذا الاستفسار حيث يقول على مدار السنوات، أخرجت الدراسات العلمية حول هذا الموضوع توصياتٍ متباينة؛ لكن احتياجاتكِ الفردية من المياه تعتمد على العديد من العوامل، منها صحتكِ ومدى نشاطكِ والمكان الذي تعيشين فيه. وخلال شهر رمضان، قد تزداد الحاجة لديكِ لتناول المزيد من المياه، لتعويض الجفاف الذي يُصيبكِ جراء الصيام.
ويقول يمكن أن يؤدي نقص الماء إلى الجفاف؛ وهي حالةٌ تحدث عندما لا يحتوي جسمكِ على ما يكفي من الماء للقيام بوظائفه الطبيعية. حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يستنزف طاقتكِ ويجعلك تشعر بالتعب، لذا لا تستهين بهذا الأمر واسعي لمعالجته بكافة الطرق الممكنة.
يقول د. مصطفي أن الماء يصبح أكثر ضرورةً وحاجةً في رمضان، جراء الصيام لوقتٍ طويل خلال النهار عن الأكل والشرب؛ ما يُسبَب نقصًا متفاوتًا في كمية المياه بالجسم. لذا يُشدد الخبراء على وجوب تعويض هذا النقص، بتناول كمياتٍ كافية من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور، وعدم اللجوء للمشروبات الغازية أو المحلاة أو المنبهات لحلَ مشكلة الجفاف في الجسم، لأن هذه المشروبات يمكن أن تزيد من إدرار البول وبالتالي زيادة الجفاف.
لكن لا يكفي أن نشرب كميةً كبيرة من الماء في رمضان؛ من الضروري أيضًا معرفة الطرق الصحيحة لتناوله، الكمية المطلوبة، نوعية المياه والتوقيت الأنسب لذلك حتى تتحقق الفائدة من شرب الماء.
يقول د. مصطفي للحد من مشكلات الإمساك وعسر الهضم والإنتفاخ وغيرها. ويمكن للصيام أن يُفاقم من هذه المشاكل الصحية في رمضان، لذا من الأفضل شرب الماء بكميات كافية خلال الشهر الفضيل لدرء هذه المشكلات.
ويوضح ، فإن كمية المياه التي يحتاجها الصائم في رمضان قد تختلف من شخصٍ لآخر؛ لكن في العموم يمكن القول أن كمية الماء التي يجب تناولها يوميًا في رمضان تتمثل في التالي:النساء: 9 أكواب يوميًا أي ما يعادل لترين أو لترين ونصف؛ وتزداد هذه الكمية إلى 11 و 12 كوبًا في حالتي الحمل والرضاعة. أما الرجال: 13 كوبًا يوميًا، أو ما يعادل 3 لتر. والمراهقون: من 6 إلى 8 أكواب يوميًا..
ويقول د. مصطفي أن الفائدة التي تجنيها من تناول الماء بكمياتٍ كافية خلال شهر رمضان : الحفاظ على رطوبة الجسم وحمايته من الجفاف ،ضمان توازن الأملاح المعدنية في الجسم أثناء الصيام ،المساعدة على خسارة الوزن وخفض كمية السعرات الحرارية ،التخفيف من القلق والتوتر اللذين يصاحبان الصائمين عادةً في رمضان ،خفض الإصابةببعض المشاكل الصحية مثل الانتفاخات، وعسر الهضم، والإمساك ،المساهمة في الحفاظ على صحة الكلى، من خلال تنظيفها من السموم التي يعمل الماء على طردها عن طريق البول.
وقال انها تساعد التخلص من السموم والنفايات في القولون وما يصاحبها من زيادة في نمو باكتيرريا الأمعاء الدقيقة ،الوقاية من الإسهال وما يرافقه من بعض الأمراض المزمنة كالقولون التقرحي ،الحماية من السعال وما يصاحبه من جفاف ،المساهمة في إمداد الجسم بالطاقة من خلال زيادة معدل الخلايا الحمراء وما تحمله من أوكسجين لمصادر الطاقة.
وفي النهاية يقول د. مصطفي أن تهافت الكثير من الصائمين على شرب الماء البارد والمثلج أحيانًا، لإرواء عطشهم الشديد بعد صيام يومٍ كامل. والحقيقة أن شرب كوب من الماء المثلج في هذه الحال قد يكون مغريًا للبعض، لكن عواقبه كثيرة لذا ينصح خبراء الصحة بعدم القيام بذلك مباشرةً بعد كسر الصيام ، و أضاف إلى أن شرب الماء المثلج مباشرةً عند الإفطار يُقلَل من حركة الدم إلى المعدة والأمعاء؛ ما يتسبب في الإصابة ببعض مشاكل الجهاز الهضمي كالمغص والتقلصات وصعوبة الهضم والحموضة، إضافةً إلى الإصابة بزيادة الوزن والسُمنة في مرحلةٍ لاحقة.
وقال لذا ي فضل شرب الماء الفاتر أو بدرجة حرارة الغرفة في بداية الإفطار، وتناوله بتأن كي لا تنزعج المعدة من كمية الماء الكبيرة دفعةً واحدة. وإن أحببت شرب الماء البارد لاحقًا، يمكنك ذلك؛ لكن من الأفضل أن يكون معتدل البرودة وليس مثلجًا لدرجةٍ كبيرة.