طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن فكرة إنشاء ميناء بحري في قطاع غزة ، تساؤلات كبيرة بشأن آليات تنفيذها والأهداف الحقيقية الكامنة وراءها، خصوصا أنها تأتي وسط تفاقم معاناة السكان بسبب المجاعة، الناجمة عن الحصار المطبق علي القطاع و العدوان الإسرائيلي المتواصل مع دخول المعارك شهرها السادس وترفض الحكومة الإسرائيلية وقف إطلاق النار ، كما تتجاهل المواقف والقرارات الدولية ومؤخرًا ووسط موجات من الانتقادات لحكومة واشنطن أعلن الرئيس الأمريكي أنه كلف الجيش بمهمة طارئة لإنشاء رصيف علي ساحل غزة، بحجة إيصال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.
والتوقيت الذي وافقت إسرائيل فيه علي الطرح الأمريكي، خاصة أن حماس سبق وتقدمت بطلب تشييد ميناء بحري من وإلي قطاع غزة حتي نتلافي المشكلات التي واجهتنا علي المعابر، وكان هذا الطلب يرفض دائمًا، واليوم تقدم واشنطن كل الأسلحة لقتل الفلسطينيين ثم تقوم بإنشاء ممر بحري لتقديم الغذاء والسؤال لمن بعد أن قتل كل شيء في غزة وانتهاء الحياة الآدمية للشعب؟! الأمر الذي يثير الشكوك حول نوايا الإدارتين معًا لأنه ربما يرتبط هذا الإجراء بتشجيع الهجرة طوعًا إلي أوروبا وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري علي الحدود مع مصر.
وهناك من يري أن الميناء الأمريكي قد يكون أداة لتشديد الحصار علي الفلسطينيين، وأداة مباشرة لإحكام السيطرة علي الناس عبر التجويع وإذا وصل الجيش الأمريكي إلي تخوم غزة فهي خطوة تحمل الكثير من المخاوف لإفراغ القطاع من سكانه، ووفق التصريحات الأمريكية فإن الجسر البحري يحتاج إلي أسابيع حتي يعمل، وسبق وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن عملية بناء الميناء العائم ستستغرق 60 يوما، وسيشارك فيها علي الأرجح أكثر من ألف جندي، ووفق تقديرات أوروبية فإنه يمكن أن ينقل ما يعادل 200 شاحنة فقط يوميا.
وعلي أية حال الشكوك كثيرة وكل احتمالات استمرار الحرب مفتوحة حتي تتحقق كل الأهداف غير المعلنة والتي يكمن خلفها الكثير من المصالح الأمريكية وأعتقد أنها رؤية خاسرة لأن الحرب لا منتصر فيها سوي الحق وأصحاب الأرض وليس المحتل.