هدي النبوة في الصيام

هدي النبوة في الصيامد. أحمد كريمة

الدين والحياة17-3-2024 | 22:12

يقول الرافعي لو أنني سئلت أن أجمل فلسفة الدين الإسلامي كلها في لفظين لقلت إنها (ثبات الأخلاق)، ومن هنا نفهم كيف أن الإسلام حرص في مدرسة الصوم وهو العبادة البدنية أن تكون وسيلة من وسائل الرقي الخلقي؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: (قال الله - عز وجل - كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به و الصيام (جنة)، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها) «رواه البخاري»

وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم) «البخاري ومسلم»

وقال صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) «البخاري»

فعلي المؤمن أن لا يكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً فمتي قام في رمضان بأداء عبادة الصوم فليستجمع همته بكف جوارحه عن كل معصية وليتنزه عن سائر الشرور والآثام فالكرامة التي اختص الله بها عباده في هذا الشهر المبارك لست تراها أيها المؤمن في غيره من الشهور.

وقد ذكرت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تنير السبيل للمؤمن لأن يتزود من الخيرات في هذا الشهر المبارك وأن يتخلص في رمضان من سائر ما علق به من أوضار الذنوب والمعاصي فقد ورد في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) «رواه أحمد وأصحاب السنن»

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه كفر ما قبله) «رواه أحمد والبيهقي بسند جيد»

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة و رمضان إلي رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) «رواه مسلم»

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لما حضر - رمضان - قد جاءكم شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم) «رواه أحمد والنسائي والبيهقي»

كل ذلك بيان شاف لما في هذا الشهر المبارك من المزايا التي اختص الله بها عباده المؤمنين لم تكن في غيره من الشهور، والنبي صلى الله عليه وسلم بعمله الشريف كان أوضح معلم لنا في هذا المضمار فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فهو حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة «رواه البخاري»

وهذا النزر اليسير من الأحاديث النبوية فيه الكفاية لأن المؤمن كالمصباح تهيأ قلبه لتلقي نور ربه فيكفيه أقل وقود بحديث أو بإشارة إلي فعل نبيه صلى الله عليه وسلم ليكون علي أكمل أهبة واستعداد لاغتنام أكبر قسط من الخير.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2